والتشديد من التعجيب (قوله أبا فلان) كذا للأكثر قال عياض هو منادي بكنيته (قلت) وليس كذلك لما سأذكره وانما خاطبت عائشة عروة بقولها ألا يعجبك وذكرت له المتعجب منه فقالت أبا فلان وحتى السياق أن تقول أبو فلان بالرفع على أنه فاعل لكنه جاء هكذا على اللغة القليلة ثم حكت وجه التعجب فقالت جاء فجلس الخ ووقع في رواية الأصيلي وكريمة أبو فلان ولا اشكال فيها وتبين من رواية مسلم وأبي داود انه هو أبو هريرة فأخرجه مسلم عن هارون بن معروف وأبو داود عن محمد بن منصور الطوسي كلاهما عن سفيان لكن قال هارون عن سفيان عن هشام بن عروة وقال الطوسي عن سفيان عن الزهري وكذا أخرجه الإسماعيلي عن ابن أبي عمر عن سفيان عن هشام عن أبي يعلى وعن أبي معمر عن سفيان عن الزهري وكذا أخرجه أبو نعيم من طريق القعنبي عن سفيان عن الزهري فكأن لسفيان فيه شيخين وفي رواية الجميع انه أبو هريرة ووقع في رواية ابن وهب عند الإسماعيلي ألا يعجبك أبو هريرة جاء فجلس ولأحمد ومسلم وأبي داود من هذا الوجه ألا أعجبك من أبي هريرة ووقع للقابسي بفتح الهمزة بعدها مثناة مفتوحة فعل ماض من الاتيان وفلان بالرفع والتنوين وهو تصحيف لأنه تبين من الرواية الأخرى انه بصيغة الكنية لا بلفظ الاسم المجرد عنها والعجب أن القابسي أنكر عين روايته وقال عياض هي الصواب لولا قوله بعده جاء (قلت) لأنه يصير تكرارا (قوله وكنت أسبح) اي أصلي نافلة أو على ظاهره أي أذكر الله والأول أوجه (قوله ولو أدركته لرددت عليه) اي لأنكرت عليه وبينت له أن الترتيل في التحديث أولى من السرد (قوله لم يكن يسرد الحديث كسردكم) اي يتابع الحديث استعجالا بعضه اثر بعض لئلا يلتبس على المستمع زاد الإسماعيلي من رواية ابن المبارك عن يونس انما كان حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلا فهما تفهمه القلوب واعتذر عن أبي هريرة بأنه كان واسع الرواية كثير المحفوظ فكان لا يتمكن من المهل عند إرادة التحديث كما قال بعض البلغاء أريد أن اقتصر فتتزاحم القوافي علي في (قوله باب كان النبي صلى الله عليه وسلم تنام عينه) في رواية الكشميهني عيناه * ولا ينام قلبه (قوله رواه سعيد بن ميناء عن جابر) وصله في كتاب الاعتصام مطولا وسيأتي شرحه هناك إن شاء الله تعالى وأخرجه المصنف في الباب من حديث عائشة في صلاته صلى الله عليه وسلم بالليل وفي آخره فقلت يا رسول الله تنام قبل ان توتر قال تنام عيني ولا ينام قلبي وهذا قد تقدم في صلاة التطوع وتقدم حديث ابن عباس في ذلك في صلاته صلى الله عليه وسلم بالليل ثم ذكر طرفا من حديث شريك عن أنس في المعراج وسيأتي بأتم من هذا في التوحيد (قوله حدثنا إسماعيل) هو ابن أبي أويس (قوله حدثنا أخي) هو أبو بكر عبد الحميد وسليمان هو ابن بلال (قوله جاءه ثلاثة نفر) هم ملائكة ولم أتحقق أسماءهم (قوله فقال أولهم أيهم) هو مشعر بأنه كان نائما بين اثنين أو أكثر وقد قيل إنه كان نائما بين عمه حمزة وابن عمه جعفر بن أبي طالب (قوله فكانت تلك) اي القصة أي لم يقع في تلك الليلة غير ما ذكر من الكلام (قوله حتى جاؤوا إليه ليلة أخرى) اي بعد ذلك ومن هنا يحصل رفع الاشكال في قوله قبل ان يوحى إليه كما سيأتي بيانه في مكانه (قوله فيما يرى قلبه والنبي صلى الله عليه وسلم نائمة عيناه ولا ينام قلبه وكذلك الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم) قد تقدم مثل
(٤٢٣)