قطاع الطريق وطيئ قبيلة مشهورة منها عدي بن حاتم المذكور وبلادهم ما بين العراق والحجاز وكانوا يقطعون الطريق على من مر عليهم بغير جوار ولذلك تعجب عدي كيف تمر المرأة عليهم وهي غير خائفة (قوله قد سعروا البلاد) أي أوقدوا نار الفتنة أي ملؤا الأرض شرا وفسادا وهو مستعار من استعار النار وهو توقدها (قوله كنوز كسرى) وهو علم على من ملك الفرس لكن كانت المقالة في زمن كسرى بن هرمز ولذلك استفهم عدي بن حاتم عنه وانما قال ذلك لعظمة كسرى في نفسه إذ ذاك (قوله فلا يجد أحدا يقبله منه) أي لعدم الفقراء في ذلك الزمان تقدم في الزكاة قول من قال إن ذلك عند نزول عيسى بن مريم عليه السلام ويحتمل أن يكون ذلك إشارة إلى ما وقع في زمن عمر بن عبد العزيز وبذلك جزم البيهقي وأخرج في الدلائل من طريق يعقوب بن سفيان بسنده إلى عمر بن أسيد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب قال انما ولي عمر بن عبد العزيز ثلاثين شهرا ألا والله ما مات حتى جعل الرجل يأتينا بالمال العظيم فيقول اجعلوا هذا حيث ترون في الفقراء فما يبرح حتى يرجع بماله يتذكر من يضعه فيه فلا يجده قد أغنى عمر الناس قال البيهقي فيه تصديق ما روينا في حديث عدي بن حاتم انتهى ولا شك في رجحان هذا الاحتمال على الأول لقوله في الحديث ولئن طالت بك حياة (قوله بشق تمرة) بكسر المعجمة أي نصفها وفي رواية المستملي بشقة تمرة وكذا اختلفوا في قوله بعده فمن يجد شق تمرة قال المستملي شقة وقد تقدم الكلام على ذلك في كتاب الزكاة (قوله ولئن طالت بكم حياة لترون ما قال النبي صلى الله عليه وسلم) هو مقول عدي بن حاتم وقوله يخرج ملء كفه أي من المال فلا يجد من يقبله وفى رواية أحمد المذكورة والذي نفسي بيده لتكونن الثالثة لان النبي صلى الله عليه وسلم قد قالها وقد وقع ذلك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وأمن به عدي وقد تقدم في أواخر كتاب الحج من استدل به على جواز سفر المرأة وحدها في الحج الواجب والبحث في ذلك وتوجيه الاستدلال به بما أغنى عن اعادته هنا وبالله التوفيق (قوله حدثنا سعدان بن بشر) بكسر الموحدة وسكون المعجمة يقال اسمه سعيد وسعدان لقبه وليس له في البخاري ولا لشيخه ولا لشيخ شيخه غير هذا الحديث الواحد (قوله حدثنا أبو مجاهد) هو سعد الطائي المذكور في الاسناد الذي قبله ومحل بن خليفة في الاسنادين هو بضم الميم وكسر المعجمة بعدها لام وقد قيل فيه بفتح المهملة وتقدم سياق متن هذا الحديث في كتاب الزكاة وهو أخصر من سياق الذي قبله واطلاق المصنف قد يوهم انهما سواء والله أعلم الحديث العشرون حديث عقبة وهو ابن عامر الجهني (قوله عن يزيد) هو ابن أبي حبيب وأبو الخير هو مرثد بن عبد الله والاسناد كله بصريون (قوله عن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوما) هذا مما حذف فيه لفظ انه وهي تحذف كثيرا من الخط ولا بد من النطق بها وقل من نبه على ذلك فقد نبهوا على حذف قال خطا وقال ابن الصلاح لا بد من النطق بها وفيه بحث ذكرته في النكت ووقع هنا لغير أبي ذر بلفظ أن بدل عن (قوله فصلى على أهل أحد) تقدم الكلام عليه مستوفي في الجنائز وقوله ألا واني قد أعطيت مفاتيح خزائن إلى آخره وهو موافق لحديث أبي هريرة والكلام عليه مستغن عن اعادته ووقع هنا لأبي ذر عن المستملي والسرخسي
(٤٥١)