مسلم وسيأتي بيان ذلك وبيان السبب فيه في كتاب الفتن وكذا طريق غندر عن شعبة التي علقها المصنف هنا فقد وصلها هناك والله أعلم (قوله باب صفة إبليس وجنوده) إبليس اسم أعجمي عند الأكثر وقيل مشتق من أبلس إذا أيئس قال ابن الأنباري لو كان عربيا لصرف كإكليل وقال الطبري انما لم يصرف وإن كان عربيا لقلة نظيره في كلام العرب فشبهوه بالعجمي وتعقب بأن ذلك ليس من موانع الصرف وبأن له نظائر كإخريط واصليت واستبعد كونه مشتقا أيضا بأنه لو كان كذلك لكان انما سمي إبليس بعد يأسه من رحمة الله بطرده ولعنه وظاهر القرآن أنه كان يسمى بذلك قبل ذلك كذا قيل ولا دلالة فيه لجواز أن يسمى بذلك باعتبار ما سيقع له نعم روى الطبري وابن أبي الدنيا عن ابن عباس قال كان اسم إبليس حيث كان مع الملائكة عزازيل ثم إبليس بعد وهذا يؤيد ذلك القول والله أعلم ومن أسمائه الحارث والحكم وكنيته أبو مرة وفي كتاب ليس لابن خالويه كنيته أبو الكروبيين وقوله وجنوده كأنه يشير بذلك إلى حديث أبي موسى الأشعري مرفوعا قال إذا أصبح إبليس بث جنوده فيقول من أضل مسلما ألبسته التاج الحديث أخرجه ابن حبان والحاكم والطبراني ولمسلم من حديث جابر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عرش إبليس على البحر فيبعث سراياه فيفتنون الناس فأعظمهم عنده أعظمهم فتنة واختلف هل كان من الملائكة ثم مسخ لما طرد أو لم يكن منهم أصلا على قولين مشهورين سيأتي بيانهما في التفسير إن شاء الله تعالى (قوله وقال مجاهد ويقذفون يرمون دحورا مطرودين) يريد تفسير قوله تعالى ويقذفون من كل جانب دحورا الآية وقد وصله عبد ابن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد كذلك وهذه صفة من يسترق السمع من الشياطين وسيأتي بيانه في التفسير أيضا (قوله وقال ابن عباس مدحورا مطرودا يريد تفسير قوله تعالى فتلقى في جهنم ملوما مدحورا وقد وصله الطبري من طريق علي بن أبي طلحة وانما ذكره البخاري هنا استطرادا لذكره دحورا قبله وإن كان لا يتعلق بإبليس وجنوده (قوله ويقال مريدا متمردا) هو قول أبي عبيدة قال في قوله تعالى وان يدعون الا شيطانا مريدا اي متمردا (قوله بتكه قطعه) قال أبو عبيدة في قوله وليبتكن آذان الانعام أي ليقطعن يقال بتكه قطعه (قوله واستفزز استخف بخيلك الفرسان والرجل الرجالة وأحدها راجل مثل صاحب وصحب وتاجر وتجر) هو كلام أبي عبيدة أيضا (قوله لأحتنكن لأستأصلن) قال أبو عبيدة في قوله تعالى لأحتنكن ذريته الا قليلا يقول لأستميلنهم ولأستأصلنهم يقال احتنك فلان ما عند فلان إذا أخذ جميع ما عنده (قوله قرين شيطان) روى ابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى قال قائل منهم اني كان لي قرين قال شيطان وعن غير مجاهد خلافه وروى الطبري عن مجاهد والسدي في قوله تعالى وقيضنا لهم قرناء قال شياطين ثم ذكر المصنف في الباب سبعة وعشرين حديثا * الأول حديث عائشة قالت سحر النبي صلى الله عليه وسلم الحديث وسيأتي شرحه في كتاب الطب ووجه ايراده هنا من جهة أن السحر انما يتم باستعانة الشياطين على ذلك وسيأتي ايضاح ذلك هناك وقد أشكل ذلك على بعض الشراح (قوله وقال الليث كتب إلي هشام بن عروة إلى آخره) رويناه موصولا في نسخة عيسى بن حماد رواية أبي بكر بن أبي داود عنه * الحديث الثاني حديث أبي هريرة في عقد الشيطان على رأس النائم تقدم شرحه في صلاة
(٢٣٩)