مكة والمدينة واليمامة وما والاها لا فيما سوى ذلك مما يطلق عليه اسم جزيرة العرب لاتفاق الجميع على أن اليمن لا يمنعون منها مع أنها من جملة جزيرة العرب هذا مذهب الجمهور وعن الحنفية يجوز مطلقا الا المسجد وعن مالك يجوز دخولهم الحرم للتجارة وقال الشافعي لا يدخلون الحرم أصلا الا بإذن الامام لمصلحة المسلمين خاصة (قوله باب التجمل للوفد) ذكر فيه حديث ابن عمر في حلة عطارد وسيأتي شرحه في اللباس قال ابن المنير موضع الترجمة انه ما أنكر عليه طلبه للتجمل للوفود ولما ذكر وانما أنكر التجمل بهذا الصنف المنهي عنه (قوله باب كيف يعرض الاسلام على الصبي) ذكر فيه حديث ابن عمر في قصة ابن صياد وقد تقدم توجيه هذه الترجمة في باب هل يعرض الاسلام على الصبي في كتاب الجنائز ووجه مشروعية عرض الاسلام على الصبي في حديث الباب من قوله صلى الله عليه وسلم لابن صياد أتشهد أني رسول الله وكان إذ ذاك لم يحتلم فإنه يدل على المدعى ويدل على صحة اسلام الصبي وانه لو أقر لقبل لأنه فائدة العرض (قوله أن عمر انطلق الخ) هذا الحديث فيه ثلاث قصص أوردها المصنف تامة في الجنائز من طريق يونس وهنا من طريق معمر وفي الأدب من طريق شعيب واقتصر في الشهادات على الثانية وذكرها أيضا فيما مضى من الجهاد من وجه آخر واقتصر في الفتن على الثالثة وقد مضى شرح أكثر مفرداته في الجنائز وقوله قبل ابن صياد بكسر القاف وفتح الموحدة أي إلى جهته وقوله وقد قارب ابن صياد يومئذ يحتلم في رواية يونس وشعيب وقد قارب ابن صياد الحلم ولم يقع ذلك في رواية الإسماعيلي فاعترض به فقال لا يلزم من كونه غلاما أن يكون لم يحتلم (قوله اشهد أنك رسول الأميين) فيه اشعار بان اليهود الذين كان ابن صياد منهم كانوا معترفين ببعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن يدعون انها مخصوصة بالعرب وفساد حجتهم واضح جدا لانهم إذا أقروا بأنه رسول الله استحال ان يكذب على الله فإذا ادعى انه رسوله إلى العرب والى غيرها تعين صدقه فوجب تصديقه (قوله فقال ابن صياد أتشهد اني رسول الله) في حديث أبي سعيد عند الترمذي فقال أتشهد أنت اني رسول الله (قوله قال له النبي صلى الله عليه وسلم آمنت بالله ورسله) وللمستملي ورسوله بالافراد وفي حديث أبي سعيد آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر قال الزين بن المنير انما عرض النبي صلى الله عليه وسلم الاسلام علي ابن صياد بناء على أنه ليس الدجال المحذر منه (قلت) ولا يتعين ذلك بل الذي يظهر ان أمره كان محتملا فأراد اختباره بذلك فان أجاب غلب ترجيح انه ليس هو وان لم يجب تمادى الاحتمال أو أراد باستنطاقه اظهار كذبه المنافي لدعوى النبوة ولما كان ذلك هو المراد اجابه بجواب منصف فقال آمنت بالله ورسله وقال القرطبي كان ابن صياد على طريقة الكهنة يخبر بالخبر فيصح تارة ويفسد أخرى فشاع ذلك ولم ينزل في شأنه وحي فأراد النبي صلى الله عليه وسلم سلوك طريقة يختبر حاله بها اي فهو السبب في انطلاق النبي صلى الله عليه وسلم إليه وقد روى أحمد من حديث جابر قال ولدت امرأة من اليهود غلاما ممسوحة عينه والاخرى طالعة ناتئة فأشفق النبي صلى الله عليه وسلم ان يكون هو الدجال وللترمذي عن أبي بكرة مرفوعا يمكث أبو الدجال وأمه ثلاثين عاما لا يولد لهما ثم يولد
(١١٩)