خاتم النبوة كان شيئا بارزا أحمر عند كتفه الأيسر قدره إذا قلل قدر بيضة الحمامة وإذا كبر جمع اليد والله أعلم ووقع في حديث عبد الله بن سرجس عند مسلم ان خاتم النبوة كان بين كتفيه عند ناغض كتفه اليسرى وفي حديث عباد بن عمر وعند الطبراني كأنه ركبة عنز على طرف كتفه الأيسر ولكن سنده ضعيف قال العلماء السر في ذلك ان القلب في تلك الجهة وقد ورد في خبر مقطوع ان رجلا سأل ربه أن يريه موضع الشيطان فرأى الشيطان في صورة ضفدع عند نغض كتفه الأيسر حذاء قلبه له خرطوم كالبعوضة أخرجه ابن عبد البر بسند قوي إلى ميمون بن مهران عن عمر بن عبد العزيز فذكره وذكره أيضا صاحب الفائق في مصنفه في م ص ر وله شاهد مرفوع عن أنس عند أبي يعلى وابن عدي ولفظه ان الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم الحديث وأورد ابن أبي داود في كتاب الشريعة من طريق عروة بن رويم ان عيسى عليه السلام سأل ربه أن يريه موضع الشيطان من ابن آدم قال فإذا برأسه مثل الحية واضع رأسه على تمرة القلب فإذا ذكر العبد ربه خنس وإذا غفل وسوس (قلت) وسيأتي لهذا مزيد في آخر التفسير قال السهيلي وضع خاتم النبوة عند نغض كتفه صلى الله عليه وسلم لأنه معصوم من وسوسة الشيطان وذلك الموضع يدخل منه الشيطان (قوله باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم) أي خلقه وخلقه وأورد فيه أربعة وعشرين حديثا الأول حديث أبي بكر المشتمل على أن الحسن بن علي كان يشبه جده صلى الله عليه وسلم (قوله عن ابن أبي مليكة) في رواية الإسماعيلي أخبرني وفي أخرى حدثني ابن أبي مليكة (قوله عن عقبة بن الحرث) في رواية الإسماعيلي أخبرني عقبة بن الحرث (قوله صلى أبو بكر رضي الله عنه العصر ثم خرج يمشي) زاد الإسماعيلي في رواية بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بليال وعلي يمشي إلى جانبه (قوله بأبي) فيه حذف تقديره أفديه بأبي ووقع في رواية الإسماعيلي وارتجز فقال وابأبي شبيه بالنبي وفي تسمية هذا رجزا نظر لأنه ليس بموزون وكأنه أطلق على السجع رجزا ووقع من بعض الرواة تغيير وتصحيف رواية الأصل ولعلها كانت وابأبي وابأبي كما دلت عليه رواية الإسماعيلي المذكورة فهذا يكون من مجز والرجز لكن قوله شبيه بالنبي يحتاج إلى شئ قبله فلعله كان شخص أو أنت شبيه بالنبي أو نحو ذلك وأما الثالث فموزون (قوله وعلي يضحك) في رواية الإسماعيلي وعلي يتبسم أي رضا بقول أبي بكر وتصديقا له وقد وافق أبا بكر على أن الحسن كان يشبه النبي صلى الله عليه وسلم أبو جحيفة كما سيأتي في الحديث الذي بعده ووقع في حديث أنس كما سيأتي في المناقب ان الحسين بن علي كان أشبههم بالنبي صلى الله عليه وسلم وسيأتي وجه التوفيق بينهما في المناقب إن شاء الله تعالى وأذكر فيه من شاركهما في ذلك إن شاء الله تعالى وفي الحديث فضل أبي بكر ومحبته لقرابة النبي صلى الله عليه وسلم وسيأتي في المناقب قوله لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي ان أصل من قرابتي وفيه ترك الصبي المميز يلعب لان الحسن إذ ذاك كان ابن سبع سنين وقد سمع من النبي صلى الله عليه وسلم وحفظ عنه ولعبه محمول على ما يليق بمثله في ذلك الزمان من الأشياء المباحة بل على ما فيه تمرين وتنشيط ونحو ذلك والله أعلم * الحديث الثاني حديث أبي جحيفة أورده من طريقين وإسماعيل فيهما هو ابن أبي خالد وابن فضيل بالتصغير هو محمد (قوله كان أبيض قد شمط) بفتح المعجمة وكسر الميم أي صار سواد شعره
(٤١١)