ذلك انما يحصل الاكتفاء فيه عند اتساع الحال ووقع في رواية أبي النعمان وان أربع فخامس أو سادس وأو فيه للتنويع أو للتخيير كما في الرواية الأخرى ويحتمل أن يكون معنى أو سادس وإن كان عنده طعام خمس فليذهب بسادس فيكون من عطف الجملة على الجملة وقوله وان أربع فخامس بالجر فيهما والتقدير فإن كان عنده طعام أربع فليذهب بخامس أو بسادس فحذف عامل الجر وأبقى عمله كما يقال مررت برجل صالح وان لا صالح فطالح أي ان لا أمر بصالح فقد مررت بطالح ويجوز الرفع على حذف مضاف وإقامة المضاف إليه مقامه وهو أوجه قال ابن مالك تضمن هذا الحديث حذف فعلين وعاملي جر مع بقاء عملهما بعد ان وبعد الفاء والتقدير من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث وان قام بأربعة فليذهب بخامس أو سادس انتهى وهذا قاله في الرواية التي في الصلاة وأما هذه الرواية وهي قوله بخامس بسادس فيكون حذف منها شئ آخر والتقدير أو ان قام بخمسة فليذهب بسادس (قوله وان أبا بكر جاء بثلاثة وانطلق النبي صلى الله عليه وسلم بعشرة) عبر عن أبي بكر بلفظ المجئ لبعد منزله من المسجد وعن النبي صلى الله عليه وسلم بالانطلاق لقربه وقوله بعد ذلك وأبو بكر ثلاثة بالنصب للأكثر أي أخذ ثلاثة فلا يكون قوله قبل ذلك جاء بثلاثة تكرارا لان هذا بيان لابتداء ما جاء في نصيبه والأول لبيان من أحضرهم إلى منزله وأبعد من قال ثلاثة بالرفع وقدره وأبو بكر أهله ثلاثا اي عدد أضيافه ودل ذلك على أن أبا بكر كان عنده طعام أربعة ومع ذلك فاخذ خامسا وسادسا وسابعا فكأن الحكمة في أخذه واحدا زائدا عما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم انه أراد أن يؤثر السابع بنصيبه إذ ظهر له انه لم يأكل أولا معهم ووقع في رواية الكشميهني وأبو بكر بثلاثة فيكون معطوفا على قوله وانطلق النبي أي وانطلق أبو بكر بثلاثة وهي رواية مسلم والأول أوجه والله أعلم (قوله قال فهو أنا وأبي وأمي) القائل هو عبد الرحمن بن أبي بكر وقوله فهو أي الشأن وقوله أنا مبتدأ وخبره محذوف يدل عليه السياق وتقديره في الدار (قوله ولا أدري هل قال امرأتي وخادمي) في رواية الكشميهني وخادم بغير إضافة والقائل هل قال هو أبو عثمان الراوي عن عبد الرحمن كأنه شك في ذلك وقوله بين بيتنا أي خدمتها مشتركة بين بيتنا وبيت أبي بكر وهو ظرف للخادم وأم عبد الرحمن هي أم رومان مشهورة بكنيتها واسمها زينب وقيل وعلة بنت عامر بن عويمر وقيل عميرة من ذرية الحرث بن غنم بن مالك بن كنانة كانت قبل أبي بكر عند الحرث بن سخبرة الأزدي فقدم مكة فمات وخلف منها ابنه الطفيل فتزوجها أبو بكر فولدت له عبد الرحمن وعائشة وأسلمت أم رومان قديما وهاجرت ومعها عائشة وأما عبد الرحمن فتأخر اسلامه وهجرته إلى هدنة الحديبية فقدم في سنة سبع أو أول سنة ثمان واسم امرأته والدة أكبر أولاده أبي عتيق محمد أميمة بنت عدي بن قيس السهمية والخادم لم أعرف اسمها (قوله وان أبا بكر تعشى عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم لبث حتى صلى العشاء) ثم رجع ووقع في الرواية التي في الصلاة ثم لبث حتى صليت العشاء وفي رواية حيث صليت ثم رجع فشرحه الكرماني فقال هذا يشعر بأن تعشى أبي بكر كان بعد الرجوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم والذي تقدم بعكسه والجواب ان الأول بيان حال أبي بكر في عدم احتياجه إلى الطعام عند أهله والثاني فيه سياق القصة على الترتيب الواقع أو الأول تعشى الصديق والثاني تعشى النبي صلى الله عليه وسلم والأول من العشاء بفتحها اي الاكل والثاني
(٤٣٧)