قال بعض شراح البخاري هذا فيه نظر لأنه انما يقال نشأ السحاب إذا ارتفع وأنشأ الله السحاب لقوله وينشئ السحاب الثقال (قلت) المراد في حديث الباب الثاني ونسبة الانشاء إلى الريح مجازية وذلك بإذن الله والأصل ان الكل بانشاء الله وهو كقوله أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون وقد تقدم في بدء الخلق ان الريح تلقح السحاب (قوله غزاليها) بالزاي الخفيفة واللام المفتوحة بعدها تحتانية ساكنة تثنية عزلي وقد تقدم ضبطها وتفسيرها قريبا (قوله فقام إليه ذلك الرجل أو غيره) تقدم في الاستسقاء ما يقرب انه خارجة بن حصن الفزاري وما يوضح ان الذي قام أولا هو الذي قام ثانيا وان انسا جزم به تارة وشك فيه أخرى (قوله تصدع) في رواية الكشميهني تتصدع وهو الأصل (قوله إكليل) بكسر الهمزة وسكون الكاف هي العصابة التي تحيط بالرأس وأكثر ما تستعمل فيما إذا كانت العصابة مكللة بالجوهر وهي من سمات ملوك الفرس وقد قيل إن أصله ما أحاط بالظفر من اللحم ثم أطلق على كل ما أحاط بشئ والله أعلم * الحديث الحادي عشر والثاني عشر حديث ابن عمر وجابر في حنين الجذع أورده عنهما من طرق أما حديث ابن عمر فقوله في الطريق الأولى حدثنا أبو حفص واسمه عمر بن العلاء أخو عمرو بن العلاء تسمية أبي حفص لم أرها الا في رواية البخاري والظاهر أنه هو الذي سماه وقد أخرجه الإسماعيلي من طريق بندار عن يحيى بن كثير فقال حدثنا أبو حفص بن العلاء فذكر الحديث ولم يسمه وقد تردد الحاكم أبو أحمد في ذلك فذكر في ترجمة أبي حفص في الكنى هذا الحديث فساقه من طريق عبد الله بن رجاء الغداني حدثنا أبو حفص بن العلاء فذكر حديث الباب ولم يقل اسمه عمر ثم ساقه من طريق عثمان ابن عمر عن معاذ بن العلاء به ثم أخرج من طريق معتمر بن سليمان عن معاذ بن العلاء أبي غسان قال وكذا ذكر البخاري في التاريخ ان معاذ بن العلاء يكنى أبا غسان قال الحاكم فالله أعلم أنهما أخوان أحدهما يسمى عمر والآخر يسمى معاذا وحدثا معا عن نافع بحديث الجذع أو أحد الطريقين غير محفوظ لان المشهور من أولاد العلاء أبو عمرو صاحب القراءات وأبو سفيان ومعاذ فاما أبو حفص عمر فلا أعرفه الا في الحديث المذكور والله لا أعلم (قلت) وليس لمعاذ ولا لعمر في البخاري ذكر الا في هذا الموضع وأما أبو عمرو بن العلاء فهو أشهر الاخوة وأجلهم وهو امام القراءات بالبصرة وشيخ العربية بها وليس له أيضا في البخاري رواية ولا ذكر الا في هذا الموضع واختلف في اسمه اختلافا كثيرا والأظهر ان اسمه كنيته وأما اخوه أبو سفيان بن العلاء فاخرج حديثه الترمذي (قوله فأتاه فمسح يده عليه) في رواية الإسماعيلي من طريق يحيى بن السكن عن معاذ فأتاه فاحتضنه فسكن فقال لو لم أفعل لما سكن نحوه في حديث ابن عباس عند الدارمي بلفظ لو لم أحتضنه لحن إلى يوم القيامة ولأبي عوانة وابن خزيمة وأبي نعيم في حديث أنس والذي نفسي بيده لو لم التزمه لما زال هكذا إلى يوم القيامة حزنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أمر به فدفن وأصله في الترمذي دون الزيادة ووقع في حديث الحسن عن أنس كان الحسن إذا حدث بهذا الحديث يقول يا معشر المسلمين الخشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقا إلى لقائه فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه وفي حديث أبي سعيد عند الدارمي فامر به ان يحفر له ويدفن وفي حديث سهل بن سعد عند أبي نعيم فقال ألا تعجبون من حنين هذه الخشبة فاقبل الناس عليها فسمعوا من حنينها حتى كثر بكاؤهم وأما حديث جابر فقوله في الطريق الأولى كان يقوم إلى شجرة
(٤٤٣)