والعقاب ونقل عن مالك أنه استدل على أن عليهم العقاب ولهم الثواب بقوله تعالى ولمن خاف مقام ربه جنتان ثم قال فبأي آلاء ربكما تكذبان والخطاب للانس والجن فإذا ثبت أن فيهم مؤمنين والمؤمن من شأنه أن يخاف مقام ربه ثبت المطلوب والله أعلم (قوله بخسا نقصانا) يريد تفسير قوله تعالى حكاية عن الجن فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا قال يحيى الفراء البخس النقص والرهق الظلم ومفهوم الآية أن من يكفر فإنه يخاف فدل ذلك على ثبوت تكليفهم (قوله وقال مجاهد وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا الخ) وصله الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد به وفيه فقال أبو بكر فمن أمهاتهم قالوا بنات سروات الجن إلى آخره وفيه قال علمت الجن أنهم سيحضرون للحساب (قلت) وهذا الكلام الأخير هو المتعلق بالترجمة وسروات بفتح المهملة والراء جمع سرية بتخفيف الراء أي شريفة ووقع هنا في رواية أبي ذر وأمهاتهن ولغيره وأمهاتهم وهو أصوب ووقع أيضا لغير الكشميهني جند محضرون بالافراد وروايته أشبه (قوله جند محضرون عند الحساب) وصله الفريابي أيضا بالاسناد المذكور عن مجاهد ثم ذكر المصنف حديث أبي سعيد لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا انس الا شهد له وقد تقدم مشروحا في كتاب الاذان والغرض منه هنا أنه يدل على أن الجن يحشرون يوم القيامة والله أعلم (قوله باب قوله عز وجل وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن إلى قوله أولئك في ضلال مبين سيأتي القول في تعيينهم وتعيين بلدهم في التفسير إن شاء الله تعالى (قوله صرفنا أي وجهنا) هو تفسير المصنف وقوله (مصرفا معدلا) هو تفسير أبي عبيدة واستشهد بقول أبى كبير بالموحدة الهذلي أزهير هل عن ميتة من مصرف * أم لا خلود لباذل متكلف * (تنبيه) * لم يذكر المصنف في هذا الباب حديثا واللائق به حديث ابن عباس الذي تقدم في صفة الصلاة في توجه النبي صلى الله عليه وسلم إلى عكاظ واستماع الجن لقراءته وسيأتي شرحه بتمامه في التفسير إن شاء الله تعالى وقد أشار إليه المصنف بالآية التي صدر بها هذا الباب (قوله باب قول الله تعالى وبث فيها من كل دابة) كأنه أشار إلى سبق خلق الملائكة والجن على الحيوان أو سبق جميع ذلك على خلق آدم والدابة لغة ما دب من الحيوان واستثنى بعضهم الطير لقوله تعالى وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه والأول أشهر لقوله تعالى ما من دابة الا هو آخذ بناصيتها وعرفا ذوات الأربع وقيل يختص بالفرس وقيل بالحمار والمراد هنا المعنى اللغوي وفى حديث أبي هريرة عند مسلم ان خلق الدواب كان يوم الأربعاء وهو دال على أن ذلك قبل خلق آدم (قوله قال ابن عباس الثعبان الحية الذكر) وصله ابن أبي حاتم من طريقه وقيل الثعبان الكبير من الحيات ذكرا كان أو أنثى (قوله يقال الحيات أجناس الجان والأفاعي والأساود) في رواية الأصيلي الجنان أجناس قال عياض الأول هو الصواب (قلت) هو قول أبى عبيدة قاله في تفسير سورة القصص قال في قوله كأنها جان وفى قوله حية تسعى كأنها جان من الحيات أو من حية الجان فجرى على أن ذلك شئ واحد وقيل كانت العصا في أول الحال جانا وهي الحية الصغيرة ثم صارت ثعبانا فحينئذ القى العصا وقيل اختلف وصفها باختلاف أحوالها فكانت كالحية في سعيها وكالجان في حركتها وكالثعبان في ابتلاعها والأفاعي جمع أفعى وهي الأنثى من الحيات
(٢٤٧)