قال وحجة المانعين قوله تعالى وما أرسلنا من قبلك الا رجالا قال وهذا لا حجة فيه فان أحدا لم يدع فيهن الرسالة وانما الكلام في النبوة فقط قال وأصرح ما ورد في ذلك قصة مريم وفي قصة أم موسى ما يدل على ثبوت ذلك لها من مبادرتها بالقاء ولدها في البحر بمجرد الوحي إليها بذلك قال وقد قال الله تعالى بعد أن ذكر مريم والأنبياء بعدها أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين فدخلت في عمومه والله أعلم ومن فضائل آسية امرأة فرعون انها اختارت القتل على الملك والعذاب في الدنيا على النعيم التي كانت فيه وكانت فراستها في موسى عليه السلام صادقة حين قالت قرة عين لي (قوله باب ان قارون كان من قوم موسى الآية) هو قارون بن يصفد بن يصهر بن عم موسى وقيل كان عم موسى والأول أصح فقد روى ابن أبي حاتم باسناد صحيح عن ابن عباس انه كان ابن عم موسى قال وكذا قال قتادة وإبراهيم النخعي وعبد الله بن الحرث وسماك ابن حرب واختلف في تفسير بغي قارون فقيل الحسد لأنه قال ذهب موسى وهرون بالامر فلم يبق لي شئ وقيل إنه واطأ امرأة من البغايا أن تقذف موسى بنفسها فألهمها الله أن اعترفت بأنه هو الذي حملها على ذلك وقيل الكبر لأنه طغى بكثرة ماله. وقيل هو أول من أطال ثيابه حتى زادت على قامته شبرا (قوله لتنوء لتثقل) هو تفسير ابن عباس أورده ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عنه في قوله ما ان مفاتحة لتنوء بالعصبة يقول تثقل (قوله قال ابن عباس أولى القوة لا يرفعها العصبة من الرجال) واختلف في العصبة فقيل عشرة وقيل خمسة عشر وقيل أربعون وقيل من عشرة إلى أربعين (قوله الفرحين المرحين) هو تفسير ابن عباس أورده ابن أبي حاتم أيضا من طريق ابن أبي طلحة عنه في قوله إن الله لا يحب الفرحين اي المرحين والمعنى انهم يبطرون فلا يشكرون الله على نعمه (قوله ويكأن الله مثل ألم تر ان الله) هو قول أبي عبيدة واستشهد بقول الشاعر ويكان من يكن له نشب * يجيب ومن يفتقر يعش عيش ضر وذهب قطرب إلى أن وي كلمة تفجع وكأن حرف تشبيه وعن الفراء هي كلمة موصولة (قوله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر يوسع عليه ويضيق) قال أبو عبيدة في قوله قل ان ربي يبسط الرزق لمن يشاء يوسع ويكثر وفي قوله ويقدر هو مثل قوله ومن قدر عليه رزقه أي ضاق * (تنبيه) * لم يذكر المصنف في قصة قارون الا هذه الآثار وهي ثابتة في رواية المستملى والكشميهني فقط وقد أخرج ابن أبي حاتم باسناد صحيح عن ابن عباس قال كان موسى يقول لبني إسرائيل ان الله يأمركم بكذا حتى دخل عليهم في أموالهم فشق ذلك على قارون فقال لبني إسرائيل ان موسى يقول من زنى رجم فتعالوا نجعل لبغى شيئا حتى تقول ان موسى فعل بها فيرجم فنستريح منه ففعلوا ذلك فلما خطبهم موسى قالوا له وان كنت أنت قال وان كنت أنا فقالوا فقد زنيت فجزع فارسلوا إلى المرأة فلما جاءت عظم عليها موسى وسألها بالذي فلق البحر لبني إسرائيل الا صدقت فأقرت بالحق فخر موسى ساجدا يبكي فاوحى الله إليه اني أمرت الأرض أن تطيعك فأمرها بما شئت فأمرها فخسفت بقارون ومن معه وكان من قصة قارون انه حصل أموالا عظيمة جدا حتى قيل كانت مفاتيح خزائنه كانت من جلود تحمل على أربعين بغلا وكان يسكن تنيس فحكى أن عبد العزيز الحروري ظفر ببعض كنوز قارون وهو أمير على تنيس فلما مات تأمر ابنه علي
(٣٢٢)