حائر عن قصد السبيل، مشغوف بكلام بدعة قد لهج بالصوم والصلاة، فهو فتنة لمن افتتن به، ضال عن هدي من كان قبله، مضل لمن اقتدى به في حياته وبعد موته، حمال خطايا غيره، [رهن بخطيته]: 1 ورجل قمش جهلا، في جهال الناس، عان بأغباش الفتنة، قد سماه أشباه الناس عالما ولم يغن فيه يوما سالما، بكر فاستكثر، ما قل منه خير مما كثر، حتى إذا ارتوى من آجن واكتنز من غير طائل، جلس بين الناس قاضيا ضامنا لتخليص ما التبس على غيره، [وإن خالف قاضيا سبقه لم يأمن أن ينقض حكمه من يأتي بعده، كفعله بمن كان قبله و] 2 إن نزلت به إحدى المبهمات المعضلات هيأ لها حشوا من رأيه ثم قطع [به]، 3 فهو من لبس الشبهات في مثل غزل العنكبوت: لا يدري أصاب أم أخطأ، لا يحسب العلم في شئ مما أنكر، ولا يرى أن وراء ما بلغ فيه مذهبا، [إن قاس شيئا شئ لم يكذب نظره، وإن اظلم عليه أمر اكتتم به لما يعلم من جهل نفسه، لكيلا يقال له: لا يعلم، ثم جسر فقضى،] 4 فهو مفتاح عشوات، ركاب شبهات، خباط جهالات، لا يعتذر مما لا يعلم فيسلم، ولا يعض في العلم بضرس قاطع فيغنم، يذرو الروايات ذرو [الريح] 5 الهشيم، تبكي منه المواريث، وتصرخ منه الدماء، يستحل بقضائه الفرج الحرام، ويحرم بقضائه الفرج الحلال، لاملئ بإصدار ما عليه ورد، ولا هو أهل لما منه فرط من ادعائه علم الحق. 6 وروى زرارة بن أعين عن الباقر عليه السلام قال: سألته ما حق الله تعالى على العباد؟ قال:
أن يقولوا ما يعلمون ويقفوا عند مالا يعلمون. 7