وهو في المسجد متكي على برد على أحمر، فقلت له: يا رسول الله! يا رسول الله! إني جئت أطلب العلم. فقال:
مرحبا بطالب العلم، إن طالب العلم لتحفة الملائكة بأجنحتها، ثم يركب بعضها بعضا حتى يبلغوا سماء الدنيا من محبتهم لما يطلب. 1 وعن كثير بن قيس قال: كنت جالسا مع أبي الدرداء في مسجد دمشق، فأتاه رجل فقال: يا أبا الدرداء! إني أتيتك من المدينة، مدينة الرسول صلى الله عليه وآله ، الحديث بلغني عنك أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وآله.
قال: بما جاء بك تجارة؟ قال: لا. فقال: ولا جاء بك غيره؟ قال: لا، ثم قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول:
من سلك طريقا يلتمس فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض، حتى الحيتان في الماء. وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب. إن العلماء ورثة الأنبياء. إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، إنما ورثوا العلم، فمن أخذ به فقد أخذ بحظ وافر. 2 وأسند بعض العلماء إلى أبي يحيى زكريا بن يحيى الساجي 3 أنه قال: كنا نمشي في أزقة البصرة إلى باب بعض المحدثين، فأسرعنا في المشي، وكان معنا رجل ما جى فقال: ارفعوا أرجلكم عن أجنحة الملائكة. كالمستهزئ، فما زال عن مكانه حتى جفت رجلاه. 4 .