إذا ظهرت البدع في أمتي، فليظهر العالم علمه، فمن لم يفعل فعليه لعنه الله 1.
وما جاءت الغفلة في الغالب واستيلاء الجهالة، والتقصير عن معرفة الفرائض الدينية، والقيام بالوظائف الشرعية والسنن الحنيفية وأداء الصلوات عليه وجهها، إلا من تقصير العلماء من إظهار الحق على وجهه، وإتعاب النفس في إصلاح الخلق وردهم إلى سلوك سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
بل لا يكتفي علماء السوء بالتقصير عن ذلك حتى يمالئوهم 2 على الباطل ويؤانسوهم، فتزيد رغبة الجاهل وانهماك الفاسد، ويقل وقار العالم ويذهب ريح العلم. ولقد قال بعض العلماء 3 - ونعم ما قال -: إن كل قاعد في بيته أينما كان فليس خاليا عن المنكر من حيث التقاعد عن إرشاد الناس وتعليمهم معالم الدين وحملهم على المعروف، سيما العلماء فإن أكثر الناس جاهلون بالشرع في الواجبات العينية كالصلاة وشرائطها سيما في القرى والبوادي.
فيجب كفاية أن يكون في كل بلد وقرية واحد يعلم الناس دينهم، باذلا نفسه للارشاد والتعليم باللطف، متوصلا إليه بالرفق وكل ما يكون وسيلة إلى قبولهم، وأهمه قطع طمعه عنهم ومن أموالهم، فإن من علموا منه الرغبة في شئ من ذلك زهدوا فيه وفي علمه، واضمحل أمرهم بسبب ذلك، وأما إذا قصد وجه الله تعالى وامتثال أمره، وقع ذلك في قلوب الخاصة والعامة، وانقادوا لامره واستقاموا على نهج السداد.
وهذا كله إذا لم يكن عليه خطر، ولا على أحد من المسلمين ضرر في ذلك وإلا فالله أحق بالعذر.
روى عبد الله بن سليمان، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول، وعنده رجل