محمد بن علي بن عبد الله وكان إبراهيم بن محمد الذي يقال له الامام لما بث الدعاة قال لهم: إن حدث بعدى حدث فالإمام ابن الحارثية الذي معه العلامة وهي " ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين، ونمكن لهم في الأرض، إلى قوله تعالى: ما كانوا يحذرون " قال:
فلما قال ابن قحطبة أيكم ابن الحارثية ابتدره أبو العباس وأبو جعفر كلاهما يقول أنا ابن الحارثية فقال ابن قحطبة: فأيكما معه العلامة؟ فقال أبو جعفر فعلمت أنى قد أخرجت من الامر لأنه لم يكن معي علامة، فقال أبو العباس ونريد أن نمن وتلا الآية. فقال له حميد بن قحطبه: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته مد يدك فبايعه ثم انتضى سيفه وقال: بايعوا أمير المؤمنين. فبايعه اخوته وبنو عمه وعمومته والجماعة الذين كانوا معه في السرداب وأخرجه إلى المنبر بالكوفة وأجلسه عليه. فحصر أبو العباس عن الكلام فتكلم عنه عمه داود بن علي فقام دونه عمه على المنبر بمرقاة وجاء أبو سلمة، وقد استوحش وخاف فقال حميد: يا أبا سلمة زعمت أن الامام لم يقدم بعد.
فقال أبو سلمة: إنما أردت أن أدفع بخروجهم إلى أن يهلك مروان، وإن كانت لهم كرة لم يكونوا قد عرفوا بها فيهلكوا، وإن هلك مروان أظهرت أمرهم على ثقة. فأظهر أبو العباس قبول هذا العذر منه، وأقعده إلى جانبه ثم دبر عليه بعد مدة حتى قتله، وقد دار هذا الخبر على غير هذا السياق فقالوا:
قدم أبو العباس السفاح وأهله على أبى سلمة سرا فستر أمرهم، وعزم أن يجعلها شورى بين ولد على والعباس حتى يختاروا منهم من أرادوا ثم قالوا:
خاف أن لا يتفق الامر فعزم أن يعدل بالامر إلى ولد الحسن والحسين رضي الله عنهم وهم ثلاثة: جعفر بن محمد بن علي بن الحسين و عبد الله بن الحسن ابن الحسين بن علي وعمر بن علي بن الحسن ووجه بكتبهم مع رجل من مواليهم من ساكني الكوفة. فبدأ بجعفر بن محمد فلقيه ليلا فأعلمه أنى رسول أبى سلمة وإن معه كتابا إليه قال: ما أنا وأبو سلمة هو شيعة لغيري. فقال له: الرسول تقرأ الكتاب وتجيب عنه بما رأيت. فقال جعفر لخادمه: قرب منى السراج.
فقربه فوضع عليه كتاب أبى سلمة فأحرقه. فقال ألا تجيب عنه؟ فقال: