لا قال: هو ابن قيس الرقيات الذي يقول:
كيف نومي على الفراش ولما * تشمل الشام غارة شعواء تذهل الشيخ عن بنيه وتبدى * عن خداع العقيلة العذراء فقالوا يا أمير المؤمنين اسقنا دم هذا المنافق قال الآن وقد أمنته وصار في منزلي وعلى بساطي وقد أخرت الاذن لتقتلوه فلم تفعلوا فاستأذنه ابن قيس أن ينشده مديحه فأذن له فأنشدته قصيدته التي يقول فيها.
عاد له من كثيرة الطرب * فعينه بالدموع تنسكب والله ما أن صبت إلى فلا * يعرف بيني وبينها نسب إلا الذي أورثت كثيرة في * القلب وللحب سورة عجب حتى قال فيها:
إن الأغر الذي أبوه أبو * العاص عليه الوقار والحجب يعتدل التاج فوق مفرقه * على جبين كأنه الذهب فقال له عبد الملك: يا ابن قيس أتمدحني بالتاج كأني من العجم وتقول في مصعب ابن الزبير.
إنما مصعب شهاب من الله * تجلت عن وجهه الظلماء ملكه ملك رأفة ليس فيه * جبروت منه ولا كبرياء أما الأمان فقد سبق لك ولكن الله لا تأخذ مع المسلمين عطاء أبدا وأخبرني أبو الفرج المعروف بالأصفهاني عن حماد بن إسحاق عن أبيه أن عبد الله بن قيس الرقيات منعه عبد الملك بن مروان عطاءه من بيت المال وطلبه ليقتله فاستجار بعبد الله بن جعفر وقصده فالتقاه نائما وكان ابن قيس صديقا لسائب خاثر فطلب الاذن على ابن جعفر فتعذر فجاء بسائب خاثر ليستأذن له فقال له سائب خاثر فجئت من قبل رجلي عبد الله ابن جعفر ونبحت بنباح الجرو الصغير فانتبه ولم يفتح عينيه ورفسني برجله قال فدرت إلى عند رأسه فنبحت بنباح الكلب الهرم فانتبه وفتح عينيه فقال ما لك ويلك فقلت ابن قيس الرقيات بالباب فقال ائذن له فأذنت له ودخل فرحب به عبد الله وقربه فعرفه ابن قيس خبره فدعى بظبية فيها دنانير وقال لي عد له