خلافا للعملاء في أن مكة مع حرمتها هل صارت حرما آمنا بقول إبراهيم عليه السلام أم كانت قبله كذلك فمنهم من قال لم تزل حرما ومنهم من قال كانت مكة حلالا قبل دعوة إبراهيم عليه السلام كسائر البلاد وإنما صارت حرما بدعوته كما صارت المدينة حرما بتحريم النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن كانت حلالا * واحتج هؤلاء بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في جملة حديث طويل (اللهم ان إبراهيم حرم مكة فجعلها حراما وإني حرمت المدينة حراما مأزميها ان لا يراق فيها دم ولا يحمل فيها سلاح لقتال ولا يخبط فيها شجرة إلا لعلف) رواه مسلم في آخر كتاب الحج من صحيحه * وفى رواية لمسلم عن أبي سعيد أيضا انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول (إني حرمت ما بين لابتي المدينة كما حرم إبراهيم مكة) * وعن جابر رضي الله عنه قال (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان إبراهيم حرم مكة وإني حرمت المدينة ما بين لا بيتها لا يعضد عضاهها ولا يصاد صيدها) رواه مسلم * وعن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال (اللهم ان إبراهيم حرم مكة وإني أحرم المدينة وما بين لا بيتها) رواه البخاري ومسلم هذا لفظ البخاري ولفظ مسلم وفى رواية للبخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أشرف على المدينة قال (اللهم إني أحرم ما بين جبليها مثل ما حرم به إبراهيم مكة) * وعن رافع بن خديج قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن إبراهيم حرم مكة وإني أحرم ما بين لابتيها يريد المدينة)
(٤٦٥)