الماء القليل المختلف السطوح، وإذا بلغ العالي وحده كرا كاملا زائدا على الماء السافل وعلى ما ينحدر في المجرى إلى أن يصل إليه كان العالي مادة عاصمة للسافل فلا ينفعل بملاقاة النجاسة حتى يتغير بها.
وعلى هذا فلا تنجس الحياض الصغيرة في الحمام بملاقاة النجاسة إذا كانت متصلة بالخزانة، وكانت الخزانة وحدها تبلغ مقدار الكر أو تزيد عليه، وإذا تنجس ماء الحياض الصغيرة أمكن تطهيره باتصاله بماء الخزانة وامتزاجه به على الوجه الذي تقدم بيانه في المسألة العشرين بشرط أن يكون ماء الخزانة وحده كرا زائدا على ما في الحياض وما ينحدر في المجرى إليها أو يزيد على الكر.
[المسألة 56] إذا كان ماء الخزانة وحدها يبلغ الكر أو يزيد عليه، زائدا على ما في الحياض الصغيرة وما في المجاري كما تقدم وكان ماء الخزانة يندفع منها بقوة إلى ما في الحياض كما إذا كان دفعها ببعض الآلات التي تدفع الماء بقوة كان ما فيها مادة عاصمة لما في الحياض وإن كانت الخزانة أسفل منها أو مساوية لها.
[المسألة 57] ماء الأنابيب المعروفة في هذه الأزمان معتصم في نفسه ويجري له حكم ذي المادة، فإذا فتح الأنبوب في إناء مثلا أو حوض صغير كان ذلك الماء معتصما فلا ينجس بملاقاة النجاسة ما دام متصلا بماء الأنبوب إلا أن يتغير بأوصاف النجاسة كالماء ذي المادة سواء بسواء، ويطهر المتنجسات التي تغسل به بعد زوال عين النجاسة منها إذا كانت موجودة، ولا يحتاج في التطهير به إلى التعدد في الغسل، من غير فرق بين النجاسات وبين المتنجسات ولا يحتاج إلى العصر في مثل الثياب والفرش ونحوها مما ترسب فيه الغسالة.
نعم لا بد من التعفير بالتراب قبل الغسل به من نجاسة الولوغ كما ذكرنا في الماء ذي المادة ولا بد من الامتزاج في الجملة في تطهير الماء المتنجس به، فلا يكفي مجرد الاتصال كما ذكرناه أكثر من مرة.