____________________
ثم إنه يعتبر في صدق التورية أمران آخران غير ما مر:
أحدهما: أن يكون اللفظ بحسب المتفاهم العرفي العادي ظاهرا في غير ما أراده المتكلم، فلو كان ظاهرا فيه ولكن المخاطب لقصور فهمه لم يلتفت إليه، لم يكن ذلك من التورية.
ثانيهما: أن تكون إرادة ذلك المعنى من ذلك اللفظ صحيحة، بأن كان بينهما علاقة، فلو كان استعماله فيه غير صحيح لما كان من التورية، مثلا لو قال: أعطيت زيدا خمسين درهما، وهو أراد به درهما واحدا، وقد أعطاه في الواقع درهما، كان ذلك من الكذب لا من التورية، ولعله إلى هذا أشار العلامة في محكي القواعد في مسألة الوديعة إذا طالبها ظالم حيث قال: ويجب التورية على العارف بها، كما أنه إليه نظر المفيد حيث قال في هذه المسألة وإن لم يحسن التورية وكان نيته حفظ الأمانة... الخ.
وقد استدل لخروج التورية عن الكذب بروايات:
{1} الأولى: رواية الإحتجاج المذكورة في المتن (1).
فإنها تدل على أن الأقوال المذكورة إنما هي من التورية وليست من الكذب.
أحدهما: أن يكون اللفظ بحسب المتفاهم العرفي العادي ظاهرا في غير ما أراده المتكلم، فلو كان ظاهرا فيه ولكن المخاطب لقصور فهمه لم يلتفت إليه، لم يكن ذلك من التورية.
ثانيهما: أن تكون إرادة ذلك المعنى من ذلك اللفظ صحيحة، بأن كان بينهما علاقة، فلو كان استعماله فيه غير صحيح لما كان من التورية، مثلا لو قال: أعطيت زيدا خمسين درهما، وهو أراد به درهما واحدا، وقد أعطاه في الواقع درهما، كان ذلك من الكذب لا من التورية، ولعله إلى هذا أشار العلامة في محكي القواعد في مسألة الوديعة إذا طالبها ظالم حيث قال: ويجب التورية على العارف بها، كما أنه إليه نظر المفيد حيث قال في هذه المسألة وإن لم يحسن التورية وكان نيته حفظ الأمانة... الخ.
وقد استدل لخروج التورية عن الكذب بروايات:
{1} الأولى: رواية الإحتجاج المذكورة في المتن (1).
فإنها تدل على أن الأقوال المذكورة إنما هي من التورية وليست من الكذب.