____________________
المشهور بين الأصحاب - على ما نسب إليهم - أن الكذب هو عدم مطابقة ظهور الكلام للواقع، والظاهر أن هذا منهم مبتن على ما بنوا عليه في حقيقة الجملة الخبرية من أنها إنما وضعت للنسب الخارجية، فإنه على هذا إن طابق الكلام بما له من الظهور للواقع كان صدقا وإلا فكذب، مثلا لو قال: زيد قائم، فالمدلول لهذه الجملة تحقق النسبة في الخارج، فإن طابق الدال لها فصدق وإلا فكذب.
ولكن المبنى فاسد كما حققناه في زبدة الأصول ونشير إلى وجوه فساده في المقام إجمالا:
الأول: عدم وجود النسبة في كثير من الجمل، كقولنا الانسان ممكن ونحوه، و دعوى اعمال العناية في جميع ذلك كما ترى.
الثاني: عدم كاشفية الجملة عن الواقع ولو ظنا، فلو كانت موضوعة للنسبة الخارجية لكانت دلالتها عليها قطعية.
الثالث: إن الكلام لو كان دالا على النسبة الخارجية لما كان يحتمل فيه الكذب، وقد عرفوا القضية بأنها تحتمل الصدق والكذب.
والحق في الجملة الخبرية أنها وضعت لقصد الحكاية عن النسبة الخارجية مثلا، و هي في هذه الدلالة لا تتصف بالصدق والكذب وإنما تتصف بهما باعتبار المدلول إذ الحكاية عن النسبة إن طابقت الواقع فهي صادقة، وإلا فكاذبة، وبذلك يظهر أن الكذب هو عدم مطابقة مراد المتكلم للواقع.
ولكن المبنى فاسد كما حققناه في زبدة الأصول ونشير إلى وجوه فساده في المقام إجمالا:
الأول: عدم وجود النسبة في كثير من الجمل، كقولنا الانسان ممكن ونحوه، و دعوى اعمال العناية في جميع ذلك كما ترى.
الثاني: عدم كاشفية الجملة عن الواقع ولو ظنا، فلو كانت موضوعة للنسبة الخارجية لكانت دلالتها عليها قطعية.
الثالث: إن الكلام لو كان دالا على النسبة الخارجية لما كان يحتمل فيه الكذب، وقد عرفوا القضية بأنها تحتمل الصدق والكذب.
والحق في الجملة الخبرية أنها وضعت لقصد الحكاية عن النسبة الخارجية مثلا، و هي في هذه الدلالة لا تتصف بالصدق والكذب وإنما تتصف بهما باعتبار المدلول إذ الحكاية عن النسبة إن طابقت الواقع فهي صادقة، وإلا فكاذبة، وبذلك يظهر أن الكذب هو عدم مطابقة مراد المتكلم للواقع.