منهاج الفقاهة - السيد محمد صادق الروحاني - ج ٢ - الصفحة ١٠٧
وعن مجمع البحرين أن في الحديث لا أخذ بقول قائف، وقد افترى بعض العامة على رسول الله صلى الله عليه وآله في أنه قضى بقول القافة، وقد أنكر ذلك عليهم في الأخبار كما يشهد به ما عن الكافي عن زكريا بن يحيى بن نعمان المصري {1} قال: سمعت علي بن جعفر يحدث الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين، فقال والله لقد نصر الله أبا الحسن الرضا عليه السلام فقال الحسن: أي والله جعلت فداك لقد بغي عليه إخوته، فقال علي بن جعفر: أي والله ونحن عمومته بغينا عليه، فقال له الحسن:
جعلت فداك كيف صنعتم فإني لم أحضركم، قال: فقال له إخوته ونحن أيضا: ما كان فينا إمام قط حائل اللون، فقال لهم الرضا عليه السلام: هو ابني فقالوا: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قضى بالقافة فبيننا وبينك القافة، فقال: ابعثوا أنتم إليهم. وأما أنا فلا ولا تعلموهم لما دعوتموهم إليه وليكونوا في بيوتكم، فلما جاؤوا وقعدنا في البستان واصطف عمومته وإخوته وأخواته وأخذوا الرضا عليه السلام وألبسوه جبة من صوف وقلنسوة ووضعوا على عنقه مسحاة وقالوا له: أدخل البستان كأنك تعمل فيه، ثم جاؤوا بأبي جعفر عليه السلام وقالوا: الحقوا هذا الغلام بأبيه فقالوا ما له هنا أب و لكن هذا عم أبيه، وهذا عمه وهذه عمته وإن يكن له هنا أب فهو صاحب البستان فإن قدميه وقدميه واحدة فلما رجع أبو الحسن عليه السلام قالوا هذا أبوه فقال علي بن جعفر فقمت فمصصت ريق أبي جعفر عليه السلام وقلت: أشهد أنك إمامي الخبر، نقلناه بطوله تيمنا.
____________________
ينفي بالاستصحاب، فالحكم بثبوته وترتب الآثار عليه من التوارث والنظر وغيرهما لا يجوز، ويؤيده خبر أبي بصير عن مولانا الصادق عليه السلام قال: قلت: فالقيافة؟ قال: ما أحب أن تأتيهم (1). وقد ما في مجمع البحرين: إن في الحديث: لا آخذ بقول قائف.
{1} وقد استدل المصنف قدس سره للحرمة: بخبر زكريا بن نعمان الصير في الوارد في اثبات بنوة الجواد عليه السلام لأبي الحسن بالرجوع إلى القافة (2).

1) الوسائل، باب 26، من أبواب ما يكتسب به، حديث 2.
2) الكافي، ج 1، ص 322.
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»
الفهرست