باب المكاسب والتجارات أوصاني والدي علي بن الحسين بن موسى بن بابويه رحمه الله. فقال في وصيته: اتق الله يا بني وأجمل في الطلب واحفظ في المكتسب. واعلم أن الرزق رزقان: فرزق تطلبه ورزق يطلبك، فأما الذي تطلبه فاطلبه من حلال، فإنك أكلته حلالا إن طلبته من وجهه.
وإلا أكلته حراما وهو رزقك لا بد لك من أكله. واعلم أن الكاد على عياله من حلال كالمجاهد في سبيل الله.
ولا بأس بكسب الماشطة إذا لم تشارط وقبلت ما تعطى ولا تصل شعر المرأة بشعر امرأة غيرها. وأما شعر المعز فلا بأس بأن يوصل بشعر المرأة. ولا بأس بكسب النائحة إذا قالت صدقا. واعلم أن كسب المغنية حرام، وأجر الزانية وثمن الكلب الذي ليس بكلب صيد سحت.
واعلم أن الرشى في الحكم هو الكفر بالله العظيم.
وإذا اتجرت فاجتنب خمسة أشياء: اليمين والكذب وكتمان العيب والمدح إذا بعت والذم إذا اشتريت. وقال الصادق ع: من لزم التجارة استغنى عن الناس.
وقال: لا تترك التجارة، فإن تركها مذهبة للعقل. وأوسع على عيالك. وإياك أن يكونوا هم السعاة عليك.
وقال والدي رحمه الله في وصيته إلى: استعمل يا بني في تجارتك مكارم الأخلاق والأفعال للدين والدنيا. فلو أن رجلا أعطته امرأته مالا وقالت: اصنع به ما شئت. فأراد