أبواب المكاسب قال الله عز وجل: والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شئ موزون وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين، فجعل الله تعالى لخلقه من المعيشة ما يتمكنون به من العبادة وأمرهم بالتصرف في ذلك من وجوه الحلال دون الحرام، فليس لأحد أن يكتسب بما حظره الله تعالى ولا يطلب رزقه من حيث حرمه، وقد روي عن النبي ص أنه قال لأصحابه: إن الأمين نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تتكمل رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب.
وقال الصادق ع: الرزق مقسوم على ضربين: أحدهما وأصل إلى صاحبه وإن لم يطلبه والآخر معلق بطلبه. فالذي قسم للعبد على كل حال يأتيه وإن لم يسع له، والذي قسم له بالسعي فينبغي أن يلتمسه من وجوهه، وهو ما أحله تعالى له دون غيره، فإن طلبه من جهة الحرام فوجده حسب عليه من رزقه برزقه وحوسب به، وكل ما أباحه الله لخلقه من تجارة وصناعة ومكسب فهو وجه مطلبهم وطريق رزقهم.
وكل ما حرمه الله تعالى وحظره على خلقه فلا يجوز الاكتساب به ولا التصرف في، فمن ذلك عمل الخمر في الصناعة وبيعها في التجارة وعمل العيدان والطنابير وسائر الملاهي محرم والتجارة فيه محظور، وعمل الأصنام والصلبان والتماثيل المجسمة والشطرنج والنرد وما أشبه ذلك حرام وبيعه وابتياعه حرام وعمل كل شراب مسكر وبيعه وابتياعه حرام وعمل الفقاع والتجارة فيه حرام وعمل الأطعمة والأدوية الممزوجة بالخمر