كتاب المتاجر باب آداب التجارة:
ينبغي للإنسان إذا أراد التجارة أن يبتدئ أولا فيتفقه في دينه ليعرف كيفية الاكتساب ويميز بين العقود الصحيحة والفاسدة ويسلم من الربا الموبق ولا يرتكب المأثم من حيث لا يعلم به، فإنه روي عن أمير المؤمنين ع أنه قال: من اتجر بغير علم ارتطم في الربا ثم ارتطم وكان ع يقول: التاجر فاجر والفاجر في النار إلا من أخذ الحق وأعطى الحق، وكان ع يقول: معاشر الناس الفقه ثم المتجر الفقه ثم المتجر، والله للربا في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل على الصفا.
وكان ع بالكوفة يغتدي كل يوم بكرة من القصر يطوف في أسواق الكوفة سوقا سوقا ومعه الدرة على عاتقه فيقف على أهل كل سوق فينادي: يا معشر التجار، اتقوا الله عز وجل، فإذا سمعوا صوته ألقوا ما في أيديهم وأرعوا إليه بقلوبهم وتسمعوا بأذانهم، فيقول: قدموا الاستخارة وتبركوا بالسهولة واقتربوا من المبتاعين وتزينوا بالحلم وجانبوا الكذب وتجافوا عن الظلم وأنصفوا المظلومين ولا تقربوا الربا وأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين، فيطوف جميع الأسواق ثم يرجع فيقعد الناس، وروي عن الصادق عليه أنه قال: من لم يتفقه في دينه ثم اتجر تورط في الشبهات.
وينبغي أن يجتنب الانسان في تجارته خمسة أشياء: مدح البائع وذم المشتري وكتمان