لا يبطئ اليقين بالالزام عنده عن المتعارف وإنما يبطئ عنده التصديق بنفي الالزام لشدة السيطرة الوهمية للالزام على نفسه.
وفي مقابل هذا الأخير القطاع وهو شخص يسد بسرعة الاحتمالات التي لا تسد عادة بحساب الاحتمالات على العكس من سابقه فيلغى من ذهنه احتمالات معتد بها عقلائيا وبذلك يسرع إلى اليقين وهي حالة عقلية أيضا نسبتها إلى طرف الالزام والترخيص على نحو واحد.
فهناك إذن ثلاثة أنواع غير متعارفة. والوسواسي ومن لا يؤثر ضعف الاحتمال في زواله من نفسه ومن يزول الاحتمال بأدنى ضعف أو ملاحظة من نفسه والأول يختص شذوذه بطرف الالزام بخلاف الأخيرين كما أن الطرفين يتصور شذوذهما في اليقين بينما الوسط لا يشذ في اليقين بل في الشك فهو يشكك حيث لا ينبغي أن يشك لا أنه يتيقن حيث لا ينبغي أن يتيقن والأولان يتصور شذوذهما في الشك بمعنى أنهما يتشككان حيث لا ينبغي ولا يتصور ذلك في الأخير.
وهناك فارق آخر بين الأنواع الثلاثة وهو أن الوسواسي لا يكنه أن يصدق بالنسبة إلى شخص حالة معينة من حالات شكه أو يقينه بأنها وسواس لأن ذلك مساوق للاعتراف بنشوئها من الوهم ووجود الدليل على خلافها واليقين بذلك يساوق زوال تلك الحالة عادة نعم قد يعترف الوسواسي بأنه وسواسي بصورة عامة ولكنه حينما يعيش حالة معينة من الشك أو القطع لا يمكنه أن ينعقد بأنه وسواسي في تلك الحالة، وهذا بخلاف بطئ اليقين الذي لا يؤثر ضعف الاحتمال في فنائه في نفسه إذ قد يعترف هذا الشخص الشكاك بأن هذا الاحتمال يلغيه غيره ولا يستقر في ذهنه لأن قيمته ضئيلة ومع هذا يبقى مصرا على الاحتفاظ به وذلك لأن هذا الاعتراف لا يساوق التنازل عن الاحتمال المذكور لأن كونه يغنى عند غيره بسبب