إذا كانت اختيارية وأما باعتباره عنوانا ثانويا للعمل الذي يأتي به الوسواسي نتيجة لذلك، وقد يفرع على ذلك حرمة الاحتياط المؤدي بطبعه إلى الوسواس باعتباره سببا توليديا للحرام فيحرم ولكن الصحيح أنه لا مدرك لحرمة الوسواس غير دعوى كونه من ايحاءات الشيطان كما دلت عليه الروايات (1) مع حرمة اتباع خطواته وطاعته التي هي نحو من العبادة العملية له وهي مدفوعة بأن الطاعة واتباع الخطوات و العبادة العملية وما يساوق ذلك من العناوين متقومة بقصد امتثال الشيطان ولو بمعنى الكيان الباطل واتخاذه قدوة ومطاعا فلو فرض أن هذه العناوين محرمة فلا يعني ذلك حرمة احتياط الوسواسي الذي يقصد به الله سبحانه وتعالى ولا يريد به الانصياع لأي كيان شيطاني فمجرد الاتيان بذات ما يطلبه الشيطان بداع آخر لا يحقق عنوان الطاعة والعبادة للشيطان لا موجب لحرمته ما لم يكن الفعل في نفسه مما دل الدليل على حرمته.
هذا على أن المنساق من جميع ما دل على النهي عن اتباع الشيطان الارشاد لا المولوية كما هو الحال فيما دل على الأمر بأتباع الله سبحانه وتعالى ونكتة ذلك أن الشيطان ليس كائنا حسيا كزيد وعمرو يمكن التعرف على ما يريد وما لا يريد بقطع النظر عن الشارع ليحمل النهي على المولوية كما لو صدر النهي عن اتباع زيد مثلا وإنما المعروف لما يريده الشيطان وما يغوى به عادة هو الشارع باعتبار أنه يريد نقيض ما يريده الشارع فعن