محمولا في الكبرى والنتيجة معا ولكن الأصغر يختلف وضعه، فإنه محمول في الصغرى موضوع في النتيجة. ومن هنا كان هذا الشكل بعيدا عن مقتضى الطبع وأبعد من الشكل الثاني (1) لأن الاختلاف هنا في موضوع النتيجة الذي هو أقرب إلى الذهن، وكان الاختلاف في الثاني في محمولها. ولأجل أن الأكبر فيه متحد الوضع في الكبرى والنتيجة - كالشكل الأول - كان أقرب من الرابع.
شروطه (2):
لهذا الشكل شرطان أيضا: إيجاب الصغرى، وكلية إحدى المقدمتين.
أما الأول: فلأنه لو كانت الصغرى سالبة فلا نعلم حال الأكبر المحمول (3) على الأوسط بالسلب أو الإيجاب، أيلاقي الأصغر الخارج عن الأوسط أو يفارقه؟ لأنه لو كانت الكبرى موجبة فإن الأوسط يباين الأصغر ويلاقي الأكبر، وشئ واحد قد يلاقي ويباين شيئين متلاقيين أو شيئين متباينين، كالناطق يلاقي الحيوان ويباين الفرس وهما متلاقيان، ويلاقي الحيوان ويباين الشجر وهما متباينان.
ولو كانت الكبرى سالبة أيضا، فإن الأوسط يباين الأصغر والأكبر معا، والشئ الواحد قد يباين شيئين متلاقيين وقد يباين شيئين متباينين، كالذهب المباين للفرس والحيوان وهما متلاقيان، ويباين الشجر والحيوان وهما متباينان.