فيه تلازما وكذا بين تلك الأجسام واعراضها بل بين أكثر المجال واعراضها فان استحالة الخلاء وامتناع خلو الأجسام المستقيمة الحركات عما يحدد جهات حركاتها يدل على التلازم بين الأرض والسماء وامتناع قيام العرض بذاته وخلو الجوهر عن الاعراض يوجب التلازم بينهما.
وقد علمت أن اللزوم والتلازم (1) يوجب الانتهاء إلى علة واحده فالمؤثر في عالمنا هذا لا يكون الا واحدا فكل جسم وجسماني ينتهى في وجوده إلى ذلك المبدء الواحد الذي دل انتظام أحوال السماوات والأرض وما بينهما على وجوده والعقول والنفوس التي أثبتها الحكماء اما علل متوسطة لهذه الأجسام أو صور مدبره لها متصرفة فيها واثبات مجردات لا تكون عللا ولا مدبرات لهذا العالم غير معلومه الوجود بل غير موجودة (2) كما سيلوح وجهه فكل جسم وجسماني ونفس وعقل منته إلى مبدء واحد هو القيوم الواجب بالذات كما دل عليه قوله تعالى لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا ولعل مرجع ضمير التثنية مجموع السماويات حتى عقولها ونفوسها ومجموع الأرضيات حتى ملكوتها وأربابها ولا يبعد ان يراد بالفساد الانتفاء رأسا ووجه الدلالة ان المراد انه لو تعدد الاله تعالى عن ذلك لزم ان يكون العالم الجسماني وما ينوط به متعددا واللازم باطل كما مر