الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٨ - الصفحة ٣٩٢
منزل من عند الله والقضاء من الله هو الوضع (1) الأول البسيط والتقدير هو ما يتوجه إليه القضاء على التدريج كأنه موجب (2) اجتماعات من الأمور البسيطة التي تنسب من حيث هي بسيطه إلى القضاء والامر الإلهي الأول انتهى كلامه.
ومنها ان الكل إذا كان بعلم الله وارادته وقضائه كان كل جزء من اجزاء النظام وكل ذره من ذرات الكون واجب التحقق بالقياس إلى الإرادة القديمة حتمي الثبوت في علمه مجزوما به في قضائه فما معنى التردد المنسوب إليه في قوله ما ترددت في شئ انا فاعله كترددي في قبض روح عبدي المؤمن وهذا من غوامض المشكلات على من التزم من أهل النظر الجمع بين القوانين العقلية والأحكام الشرعية ولم يأت أحد من العلماء بشئ يشبع ويغنى في هذا المقام الا ان أستاذنا دام ظله العالي ذكر وجها قريبا ان التردد في امر يكون بسبب تعارض الداعي المرجح في الطرفين فأطلق المسبب هناك وأريد السبب ومغزى الكلام ان قبض روح المؤمن بالموت خير بالقياس إلى نظام الوجود وشر من حيث مسائته وبعبارة أخرى وقوع الفعل بين طرفي الخيرية بالذات ولزومه للخيرات الكثيرة والشرية بالعرض وبالإضافة إلى طائفة من الموجودات هو المعبر عنه بالتردد إذ الخيرية يدعو إلى فعل الفعل والشرية إلى تركه ففي ذلك انسياق إلى تردد ما فاذن المعنى ما وجدت شرية في شئ من الشرور بالعرض اللازمة لخيرات كثيره في أفاعيلي مثل شرية مسائه عبدي المؤمن من جهة الموت وهو من الخيرات الواجبة في الحكمة البالغة الإلهية انتهى.

(1) المراد منه ما هو القريب من معناه اللغوي لان الموجودات بوجودها وماهياتها موضوعه فيه والبساطة من وجهين أحدهما من جهة الوجود الواحد البسيط إذ الكل كانت موجودة بوجود واحد وثانيهما من جهة ان كل واحده من الصور موجودة هناك صرفا بسيطا غير مخلوطة بالكثرات كما في الصور القدرية س قده (2) بفتح الجيم وانما زاد لفظه كان لان هيئة الاجتماع امر اعتباري وأيضا الاجتماع باعتبار المفاهيم هناك فان وجودها واحد فالاجتماع الذي هناك كأنه منشأ الاجتماع الذي في الصور القدرية من الشكل الخاص والمكان الخاص والزمان الخاص وغيرها - س قده.
(٣٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 ... » »»
الفهرست