الفاعل فاعلا وبين طلبها بمعنى سبب فعله (1) وما به يصير هذا الفعل متعينا في الصدور وموجودا على الخصوص دون غيره في هذه المرتبة فالسؤال على الوجه الأول باطل في حقه جل اسمه إذ الذاتي للشئ لا يكون معللا بشئ ولا شك لاحد من الحكماء الموحدين والعرفاء الشامخين ان فاعليه الواجب سبحانه بنفس ذاته لا بأمر زائد على ذاته وكذا الداعي له في ايجاد العالم هو علمه بوجه النظام الأتم الذي هو عين ذاته فذاته كما أنه فاعل فهو علة غائية وغاية لوجود العالم فقد تبين وتحقق ان اللمية ثابته لأفاعيل الله سبحانه بمعنى المجعولات أو بمعنى صدوراتها وان لم يثبت في جاعليته تعالى بمعنى كون جاعليته بسبب وعلة غائية غير ذاته ومع ذلك أي مع كونه جل اسمه تام الفاعلية في ذاته من غير اراده زائدة أو داع منتظر ومرجح مترقب لا يلزم قدم العالم وتسرمد ما سواه من عالم الطبيعة والأجرام فلكية كانت أو عنصرية صوره كانت أو مادة نفسا كانت أو جسما كما سبق ذكره في السفر الأول وسنعيد القول فيه إن شاء الله لأنه مسلك دقيق ومنهج أنيق لا يسبقنا أحد من حكماء الاسلام (2) والمتكلمين ولا حصل أيضا للصوفية الاسلامية بطريق الكشف والذوق (3) بل بمجرد
(٣٢٧)