ان يكون القول بعرضيتها من تصرفات المتأخرين حيث إن كلمات قدماء الفلاسفة القائلين بالصور كانكسيمانوس وغيره خاليه عن ذكر العرضية كما يظهر لمن تتبع مأثورات أقوالهم.
إذا تقرر هذا فاعلم أن الذي نعتقده في ابطال هذا الرأي أمور.
الأول ان لوازم الأشياء على ثلاثة أقسام لازم ذهني كالنوعية لمفهوم الانسان والذاتية لمعنى الحيوان ولازم خارجي كالحرارة للنار وحركه للفلك ولازم للمهية ثم يجب ان يعلم أن لازم المهية كما أنه تابع لها في أصل المهية كذلك تابع لها في نحوي الوجود الذهني للذهني والخارجي للخارجي فاذن امتنع ان يكون لأحدهما وجود خارجي وللآخر وجود ذهني وبالعكس (1) إذا تمهد هذا فنقول ان لوازم الأول تعالى ان كانت من قبيل اللازم الخارجي (2) فلا بد ان يكون كملزومها موجودة خارجية وكذا لو فرض انها من لوازم المهية فان مهية الأول عين آنيته سواء قلنا إن لا مهية له أصلا أو قلنا إن مهيته عين آنيته ووجوده على اختلاف الاصطلاحين فاذن هذه اللوازم يجب ان يكون بوجوداتها العينية لازمه له (3) فجواهرها لا محاله يجب ان لا يكون اعراضا ولا جواهر