قالوا كلما هو صفه لشئ (1) فيفتقر إلى ما يقوم به فكلما قيامه بشئ فوجوب وجوده متعلق به وكلما وجوب وجوده متعلق بغيره فهو ليس بواجب لذاته فيكون ممكنا في نفسه فالصفات كلها سواء كانت للواجب أو للممكن ممكنة في أنفسها وكيف يكون الصفة وصاحبها واجبي الوجود وقد تبين نفى تعدد الواجب في الوجود واما انه هل يجوز عليه تعالى صفه ممكنة فنقول يمتنع عليه الصفة المتقررة في ذاته لأنه لو تقررت في ذاته صفه ممكنة ففاعلها ومرجحها لا بد ان يكون ذاته إذ لا واجب سواه ولا ينفعل أيضا عن مجعولاته وهو بين (2) وحينئذ يلزم ان يكون الذات الأحدية فاعله ومنفعلة وهو محال لان كل ذات فعلت وقبلت فيكون فعلها بجهة و قبولها بأخرى لوجوه الأول ان الفعل للفاعل قد يكون (3) في غيره والقبول للقابل لا يكون في غيره فجهة الفعل غير جهة القبول وقد ثبت بساطته تعالى.
الثاني انهما لو كانتا جهة واحده لكان كلما فعل بنفسه (4) قبل وكلما قبل بنفسه فعل والوجود يكذبه.