فقال: السلام عليك يا كنز الضعفاء وملجأ اللهفاء ويا مجيب الداعي إذا دعاه هذه الجارية ابنتي وما قرعها رجل قط وهي عاتق حامل وقد فضحتني في عشيرتي وقومي وأنا معروف بالشدة والبأس وصعوبة المراس لا تخمد لي نار ولا يضام لي جار عزيز عند العرب ببأسي ونجدتي وسطوتي وأنا من بيت وأنهم من بيت وأنا لا يرو عني أحد في الحرب من شجاعتي وقد بقيت حايرا يا علي يا أبا الحسن أكشف هذه الغمة والأمور العظام وهذه عظيمة لا أجد أعظم منها فقال أمير المؤمنين عليه السلام: ما تقولين يا هذه فيما يقول أبوك؟ فقالت: أما قول أبي عاتق فقد صدق وقد صدق أيضا فيما قال إني حامل فوالله يا مولاي ما أعلم من نفسي جناية أبدأ يا أمير المؤمنين فرج عني غمي وكربتي يا أبا الحسن يا أمير المؤمنين فصعد المنبر وقال: الله أكبر الله أكبر الله أكبر جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا، ثم قال عليه السلام: علي بداية الكوفة فجائت امرأة يقال لها: السا وكانت قابلة نساء أهل الكوفة فقال لها: يا داية أضربي بينك وبين الناس حجابا وانظري هذه الجارية عاتق هي؟ ففعلت كما أمرها علي عليه السلام فقالت: إنها عاتق حامل فقال لأبيها: يا أبا الفضل المقطب ألست من قرية يقال لها: أسعار من أعمال الشام في طريق بايناس؟ فقال: بلى يا أمير المؤمنين فقال له: هل فيكم أحد يقدر على قطعة من الثلج؟ فقال الشيخ: الثلج في بلادنا كثير فقال أمير المؤمنين عليه السلام: بيننا وبين بلدكم مأتان وخمسون فرسخا قال: نعم يا أمير المؤمنين قال عمار بن ياسر رضي الله عنه: فمد علي عليه السلام يده وهو على منبر جامع الكوفة ثم ردها وفيها قطعة ثلج ثم قال للداية الكوفية: ضعي هذه القطعة الثلج مما يلي فرج المرأة فإنها سترمي علقة ووزنها سبعة وخمسون درهما ودانقان قال: فأخذتها وخرجت بها من الجامع وجاءت بطشت ثم وضعت قطعة الثلج على الموضع منها فرمت علقة كبيرة فوزنتها الداية فوجدتها كما قال أمير المؤمنين عليه السلام فأقبلت الداية مع الجارية فوضعت العلقة بين يدي أمير المؤمنين
(٧١٣)