منهم الحافظ أبو محمد بن أبي الفوارس في (الأربعين) (ص 35 مخطوط) قال:
الحديث السادس والعشرون - أخبرنا معين الدين محمد بن الحسن بن أحمد السمرقندي في مدينة السلطان طغلبيك يوم الاثنين ثاني شعبان عن جماعة من الصادقين يرفعونه بالأسانيد الصحيحة إلى زيد بن أرقم، عن عمار بن ياسر رضي الله عنه أنهما قالا: كنا بين يدي ابن عم رسول الله رضي الله عنه يوم الاثنين لسبعة عشر خلت من صفر فإذا برجفة وزعقة قد ملأت المسامع وكان علي عليه السلام على دكة عالية له فقال:
يا عمار ائتني بذي الفقار وكان وزنه سبعة أمنان وثلثي من بايكي فجذبه فنضاه من غمده وتركه على ركبتيه وقال: يا عمار هذا يوم أكشف فيه لأهل الكوفة الغمة ليزداد المؤمن وفاء والكافر نفاقا، ائتني بمن على الباب قال عمار: فذا على الباب امرأة على جمل لها وهي تصيح يا غياث المستغيثين ويا غاية الطالبين ويا كنز الراغبين ويا ذا القوة المتين ويا مطعم اليتيم ويا رازق العديم ويا محيي كل عظم رميم ويا قديما سبق قدمه كل قديم ويا عون من لا عون له ويا طود من لا طود له ويا كنز من لا كنز له إليك توجهت وبوليك تقربت بيض الآن وجهي وفرج عني كربتي قال: وحولها ألف فارس بسيوف مسلولة قوم لها وقوم عليها فقلت: أجيبوا أمير المؤمنين فنزلت عن الجمل ونزلت القوم معها ودخلوا المسجد فوقفت المرأة بين يدي أمير المؤمنين عليه السلام وقالت: يا إمام المتقين لك قصدت وإليك توجهت فاكشف ما بي من غمة إنك ولي ذلك والقادر عليه وعالم بما كان وبما يكون فقال علي عليه السلام:
يا عمار ناد في الكوفة وفي أسواقها ومحالها أقبلوا يا أهل الكوفة فانظروا إلى قضاء علي بن أبي طالب قال عمار: فناديت واجتمع الناس حتى صار القدم على عشرة أقدام قال أمير المؤمنين عليه السلام: سلوا عما بدا لكم يا أهل الشام فنهض من بينهم رجل شيخ مشيب عليه بردة نجمية وحلة عربية وعلى رأسه عمامة خراسانية