نحوه فأخبرته أن القوم كثير فجلل السفرة بمنديل ثم قال: ليدخل عشرة عشرة، ففعلت ذلك فجعلوا يأكلون ويخرجون والسفرة لا ينقص حتى أكل من ذلك الحيس سبعمأة رجل ببركة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بفاطمة وعلي فأخذ عليا بيمينه وأخذ فاطمة بشماله وجعلهما إلى صدره وقبل بين عينيهما ثم رفعهما إليه وقال: يا أبا الحسن نعم الزوجة زوجتك، ثم قام يمشي معهما إلى البيت الذي لهما ثم خرج وأخذ بعضادتي الباب وقال: جمع الله شملكما أستودعكما الله واستخلفه عليكما، فأقبل علي كرم الله وجهه على فاطمة يلاطفها بالكلام حتى جن الظلام، فأخذت فاطمة في البكاء فقال لها ما يبكيك يا سيدة نساء العالمين ألم ترضي أن أكون لك بعلا وتكونين لي أهلا؟ فقال: يا ابن العم كيف لا أرضى وأنت الرضي وفوق الرضي، وإنما فكرت في حالي وأمري عند ذهاب عمري، ونزولي في قبري، فشبهت دخولي إلى فراش عزي وفخري، كدخولي لحدي وقبري، وأنا أسألك يا ابن العم بحق محمد إلا ما بلغتني قصدي وإربي وقمت بنا إلى محرابنا نتعبد في هذه الليلة فهو أحق وأحرى بنا فنهضا إلى المحراب وقاما إلى التهجد في خدمة رب الأرباب.
الحديث الثاني والأربعون " قول النبي " صلى الله عليه وسلم أنا مدينة الحكمة وعلي بابها " ومن أحب النبي يحب عليا " وعلي مني وأنا من علي " " لحمه لحم النبي ودمه دمه وروحه روحه " " وسريرته من سريرة النبي وعلانيته من علانيته " " وهو إمام الأمة والخليفة عليها بعد النبي " " سعد من أطاعه وربح من تولاه وفاز من لزمه " " مثله ومثل الأئمة من ولده مثل سفينة نوح " " ومثلهم مثل النجوم " ما رواه جماعة من أعلام القوم.