وصفوتي من خلقي محمد صلى الله عليه وسلم عقدة النكاح وأشهد ذلك الملائكة وكتب شهادتهم في هذه الحريرة وقد أمرني ربي أن أعرضها وأختمها بخاتم مسك أبيض وأدفعها إلى رضوان خازن الجنان، إن الله تعالى لما أشهد على تزويج فاطمة ملائكة أمر شجرة طوبى أن تنثر ما فيها من الحلل فنثرت ذلك والتقطته الحور العين والملائكة وإن الحور العين ليتهادونه إلى يوم القيامة، وقد أمرني أن آمرك بتزويجها عليا في الأرض وأن أبشرها بغلامين زكيين نجيبين فاضلين جيدين في الدنيا والآخرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فوالله ما عرج الملك يا أبا الحسن حتى طرقت الباب " ألا وإني مستنفذ فيك أمر ربي فامض يا أبا الحسن أمامي فإني ذاهب إلى المسجد ومزوجك على رؤوس الناس وذاكر من فضلك ما تقر به عينك، قال علي كرم الله وجهه: فخرجت من عنده مسرعا وأنا لا أعقل من شدة الفرح فاستقبلني أبو بكر وعمر " رض " فقالا لي: ما وراك يا أبا الحسن، قلت زوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة وأخبرني أن الله تعالى زوجني بها في السماء وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم آت على أثري إلى المسجد فيقول ذلك في محضر من الناس ، ففرحا بذلك ودخلا المسجد فوالله ما توسطاه حتى لحق بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجهه يتهلل سرورا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا بلال أجمع المهاجرين والأنصار، فانطلق بلال لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلس النبي صلى الله عليه وسلم قريبا من منبره حتى اجتمع الناس ثم قام فوق المنبر وحمد الله وأثنى عليه ثم قال: معاشر المسلمين إن جبريل أتاني آنفا فأخبرني أن الله تعالى استشهد الملائكة عند البيت المعمور أنه زوج أمته فاطمة ابنتي من علي ثم قام علي كرم الله وجهه وحمد الله وأثنى عليه فقال: الحمد لله شكرا لأنعمه وأياديه،، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا شبيه، وأشهد أن محمدا عبده عبده ورسوله ونبيه النبيه وحبيبه الوجيه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وبنيه صلاة دائمة ترضيه.
(٤٧٨)