أخي وصاحبي ووليي قال: فلم يقم إليه أحد منهم قال: علي: فقمت إليه وكنت أصغر القوم فقال: اجلس ثم قال: ذلك ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه فيقول لي: اجلس حتى كان في الثالثة ضرب بيده على يدي.
وفي رواية لهم من يواخيني ويوازرني ويكون وليي وصاحبي ويقضي ديني، فسكت القوم وأعاد ذلك ثلاثا كل ذلك يسكت القوم ويقول علي: أنا فضرب يده على يده فقال: أنت، فقال القوم وهم يقولون لأبي طالب: أطع ابنك فقد أمر عليك ومنهم المؤرخ الشهير أبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع المشهور بابن سعد المتوفى سنة 771 في كتابه " طبقات الكبرى " (ج 1 ص 187 ط دار الصادر في بيروت) أخبرنا علي بن محمد عن يزيد بن عياض بن جعدبة الليثي عن نافع عن سالم عن علي قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة وهو بمكة فاتخذت له طعاما ثم قال لعلي رضي الله عنه ادع لي بني عبد المطلب فدعا أربعين فقال لعلي: هلم طعامك قال علي:
فأتيتهم بثريدة إن كان الرجل منهم ليأكل مثلها فأكلوا منها جميعا حتى أمسكوا ثم قال: اسقهم فسقيتهم بإناء هوري أحدهم فشربوا منه جميعا حتى صدروا فقال أبو لهب: لقد سحركم محمد فتفرقوا ولم يدعهم، فلبثوا أياما ثم صنع لهم مثله ثم أمرني فجمعتهم فطعموا ثم قال لهم صلى الله عليه وسلم: من يوازرني على ما أنا عليه ويجيبني على أن يكون أخي وله الجنة؟ فقلت: أنا يا رسول الله وإني لأحدثهم سنا وأحمشهم ساقا وسكت القوم، ثم قالوا: يا أبا طالب ألا ترى ابنك؟ قال:
دعوه فلن يألو ابن عمه خيرا.
ومنهم الحافظ أبو الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي المتوفى سنة 774 في " تفسيره " (المطبوع بهامش فتح البيان ج 7 ص 193 ط)