عن علي قال: إنه قيل له كيف ورثت ابن عمك دون عمك؟ فقال: جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بني عبد المطلب وهم رهط كلهم يأكل الجذعة ويشرب الفرق فصنع لهم مدا من طعام فأكلوا حتى شبعوا وبقي الطعام كما هو كأنه لم يمس أولم يشرب، فقال:
يا بني عبد المطلب إني بعثت إليكم خاصة وإلى الناس عامة وقد رأيتم من هذه الآية ما رأيتم فأيكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي ووارثي فلم يقم إليه أحد فقمت إليه وكنت من أصغر القوم فقال: اجلس، ثم قال ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه فيقول لي اجلس حتى كان في الثالثة ضرب بيده على يدي قال: فلذلك ورثت ابن عمي دون عمي.
ومنهم العلامة الشيخ علي بن برهان الدين الحلبي الشافعي المتوفى سنة (1044) في كتابه " إنسان العيون " الشهير بالسيرة الحلبية (ج 1 ص 286 طبع مصر) وفي رواية محمد وفي رواية ما رأينا كالسحر اليوم فتفرقوا ولم يتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كان الغد قال: يا علي عدلنا بمثل ما صنعت بالأمس من الطعام والشراب قال علي: ففعلت ثم جمعتهم له صلى الله عليه وسلم فأكلوا حتى شبعوا وشربوا حتى نهلوا ثم قال لهم: يا بني عبد المطلب إن الله قد بعثني إلى الخلق كافة وبعثني إليكم خاصة فقال: وأنذر عشيرتك الأقربين وأنا أدعوكم إلى كلمتين خفيفتين على اللسان ثقيلتين في الميزان: شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فمن يجيبني إلى هذا الأمر ويوازرني أي يعاونني على القيام به؟ قال علي: أنا يا رسول الله وأنا أحدثهم سنا وسكت القوم، وزاد بعضهم في الرواية يكن أخي ووزيري ووارثي وخليفتي من بعدي فلم يجبه أحد منهم، فقام علي وقال: أنا يا رسول الله، قال: اجلس: ثم أعاد القول على القوم ثانيا فصمتوا، فقام علي وقال: أنا يا رسول الله، قال: اجلس، ثم أعاد القول على القوم ثالثا فلم يجبه أحد منهم فقام علي فقال: أنا يا رسول الله:
فقال: اجلس فأنت أخي ووزيري ووصيي ووارثي وخليفتي من بعدي.