خطب الناس فقال: أيها الناس لقد فقدتم رجلا لم يسبقه الأولون ولم يدركه الآخرون وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعثه في السرية وإن جبريل يجئ عن يمينه وميكائيل عن يساره فوالله ما ترك صفراء ولا بيضاء إلا ثمانمأة درهم ثمن خادم.
ومنهم جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي الحنفي المتوفى سنة 750 في " نظم درر السمطين " (ص 147 ط مطبعة القضاء) قال:
وعن أبي الطفيل وجعفر بن حيان قالا: لما قتل علي بن أبي طالب وفرغ منه قام الحسن بن علي عليه السلام خطيبا: فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس والله لقد فارقكم رجل ما سبقه أحد كان قبله، ولا يدركه أحد كان بعده والله لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيه الراية ويبعثه في السرية فيقاتل جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره فما يرجع حتى يفتح الله على يديه والله لقد قتل في الليلة التي قبض فيها روح موسى وعرج بروحه في الليلة التي عرج فيها بعيسى، وفي الليلة التي أنزل فيها القرآن، وفي الليلة التي فتح الله على رسوله صلى الله عليه وسلم التي كان صبيحتها يوم بدر، وفي الليلة التي قتل فيها يوشع بن نون فتى موسى، وليلة كذا وكذا...، والله ما ترك من صفراء ولا بيضاء إلا ثمانمأة درهم أو سبعمأة درهم وخمسون درهما، أو تسعمأة درهم، فضلت من عطاياه كان أعدها لخادم تشتريه لأم كلثوم أو قال لأهله، ثم قال: من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن علي ثم تلا هذه الآية قول يوسف عليه السلام: واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب، ثم أخذ في كتاب الله ثم قال: أنا ابن خاتم النبيين، وأنا ابن البشير النذير وأنا ابن الداعي إلى الله بإذنه وأنا ابن السراج المنير، وأنا ابن الذي أرسل رحمة للعالمين، وأنا من أهل بيت الذي أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وأنا من أهل بيت الذين كان جبريل عليه السلام ينزل فينا ويصعد من عندنا، وأنا من أهل بيت الذين فرض الله تعالى مودتهم على كل مسلم وأنزل الله فيهم: قل لا