سماء معارفها السامية حوالي منتصف القرن العاشر الهجري هو الشيخ الجليل الأعظم الفائز بسعادة الشهادة الشيخ الشهيد زين الدين بن الشيخ نور الدين علي ابن أحمد بن الشيخ تقي الدين بن صالح بن مشرف الطلوسي الشامي العاملي الشهير بابن حجة قدس الله روحه الشريف فقد كانت حياته حياة علم وعمل وجد وجهد واستفادة وإفادة، حتى اجتمعت فيه خلال الفضل والكمال.
وكتب التراجم مشحونة بالإطراء على شخصيته الفذة، وقد كتب تلميذه المولى الشيخ محمد بن علي بن حسن العودي الجزيني ترجمة مبسوطة مستقلة حول مكانته العلمية والاجتماعية في رسالة سماها " بغية المريد من الكشف عن أحوال الشيخ زين الدين الشهيد ".
والرسالة أورد شطرا منها المولى الشيخ علي بن محمد الحسن بن زين الدين الجبعي العاملي في رسالة " بغية المريد في الكشف عن أحوال الشهيد ".
المطبوع في المجلد الثاني من كتابه الدر المنثور من المأثور وغير المأثور ".
ونكتفي هنا بإطراء تلميذه العودي عن اطراء غيره، فإنه أدى المقام حقه قال:
حاز من خصال الكمال محاسنها ومآثرها، وتردى من أصنافها بأنواع مفاخرها كانت له نفس عليه تزهي بها الجوانح والطلوع، وسجية سنية يفوح منها الفضل ويضوع، كان شيخ الأمة وفتاها، ومبدأ الفضائل ومنتهاها.
ملك من العلوم زماما، وجعل العكوف عليها إلزاما، فأحيا رسمها وأعلى اسمها، لم يصرف لحظة من عمره إلا في اكتساب فضيلة.
ووزع أوقاته على ما يعود نفعه في اليوم والليلة، أما النهار ففي تدريس ومطالعة وتصنيف ومراجعة، وأما الليل فله فيه استعداد كامل لتحصيل ما يبتغيه من الفضائل.