في النار، ودوام نعيم المؤمن في الجنة، فلا ريب أنه يجب التصديق بها إجمالا لاتفاق الأمة عليها، وتواتر السمع المتواتر، فمنكرها يخرج عن الإيمان.
أما التصديق بتفاصيلها ككون الحساب على صفة كذا، والميزان هل هو ميزان حقيقة أم كناية عن العدل؟ إلى غير ذلك من التفاصيل التي طريقتها الآحاد، فالظاهر أن الجهل بها غير مخل بالإيمان، وكذا كون جهنم - نعوذ بالله منها - تحت الأرض، وكون الجنة فوق السماء.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا وآباءنا وذرياتنا وأهل حزاناتنا وإخواننا المؤمنين والمؤمنات من أهلها وسكانها من غير أن يسبق على ذلك عذاب، بعفو الله سبحانه ولطفه ومنه ويمنه مع محمد وآله الطاهرين، ومع الذين أنعم الله عليهم من النبيين بحق محمد وآله الطاهرين المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين.
ورحم الله من نظر إلى ما من الله سبحانه علينا بجمعه في هذا الكتاب بعين الحقيقة والإنصاف، ونكب بحقيقة عينيه عن طريق الاعتساف، وزاده الله تعالى وإيانا به وبما جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله تصديقا وإيمانا.
وقد اتفق الفراغ من تأليفه جعله الله مألوفا سحر ليلة الاثنين ثامن شهر ذي قعدة الحرام سنة أربع وخمسين وتسعمائة، على يد العبد الذليل الجاني المفتقر إلى رحمة ربه العلي زين الدين بن علي بن أحمد العاملي، تجاوز الله عنهم وعن جميع المؤمنين والمؤمنات وعن من دعا لهم بالمغفرة بالنبي وآله الطاهرين آمين رب العالمين.
وتم استنساخ الكتاب تحقيقا وتصحيحا وتعليقا عليه سحر ليلة الخميس ثامن شهر رمضان المبارك سنة ألف وأربعمائة وسبع هجرية على يد العبد الفقير السيد مهدي الرجائي عفي عنه في بلدة قم المشرفة حرم أهل البيت عليهم السلام.