بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي عم عباده بالنوال، ومنحهم من مواهب كرمه بغير سؤال، وتفضل عليهم من جوده بسوابغ الافضال، والصلاة والسلام على رسوله محمد المظلل بالغمام، وعلى آله البررة الكرام المطهرين من الزلل والاثام، صلاة دائمة بدوام الليالي والأيام.
أما بعد: فان التكاليف الشرعية يحتاج في القيام بها: إما إلى الأدلة التفصيلية أو إلى الأمور النقلية، ولما كان الأول متعسرا على كثير من الطلاب، بل متعذرا على جميع الأصحاب، تعين الثاني، وهو غاية ما في الباب.
وحيث أن الفروع الفقهية يتجدد الاعصار، أحببت أن أكتب ما تلجئ الضرورة إليه من عوارض الأفكار، ومن الله أستمد التوفيق وأسأله هداية الطريق.
مسألة - 1 -: قد ورد أن صلة العمر تزيد في العمر، وكذا بر الوالدين وفعل المعروف، كيف ذلك؟ والمقدرات في الغيب، والمكتوبات في اللوح لا تقبل الزيادة والنقصان، لاستحالة الجهل عليه تعالى، وعلمه بالموجودات على ما هي عليه قبل وجودها، فكيف يتجه زيادة العمر ونقصانه بسبب.
اعلم أنه كما سبق في علمه تعالى تحقق أمور مضبوطة مطلقا، كذلك تعلق علمه بأمور موقوفة على أسباب وعلل، كما سبق في علمه أن دخول فلان الجنة