الاستهجان المذكور سابقا.
قلت: الأمر على ما ذكرت، ولا مخلص من هذا إلا بالتزام ارتكاب عدم تسليم اتحاد معنى الدين في الآيات، أو التزامه ونمنع من استهجانه، فإنه لما كان حصول التصديق مع ترك الطاعات فردا نادر الوقوع لم تلتفت النفس إليه، فلذا لم يتوجهوا إلى بيان النسبة بين الإسلام والإيمان على تقديره.
وبالجملة فظواهر الآيات تعطي قوة القول بأن الإيمان والاسلام الحقيقيان يعتبر فيهما الطاعات وتحقق حصول الإيمان في صورة حصول التصديق قبل وجوب الطاعات يفيد قوة القول بأن الإيمان هو التصديق فقط والطاعات مكملات (1).
[تفسير حول كلام أمير المؤمنين عليه السلام في انتسابه الإسلام] وهاهنا كلام في بيان معنى الإسلام صدر عن سيد الأوصياء وأبلغ البلغاء أمير المؤمنين عليه وعلى محمد وآله صلوات رب العالمين نقله السيد الرضي المرضي قدس سره في نهج البلاغة، فلنوشح المبحث بذكره تبيينا واستظهارا بمعانيه.
قال عليه السلام: لأنسبن الإسلام نسبة لم ينسبها أحد قبلي: الإسلام هو التسليم، والتسليم هو اليقين، واليقين هو التصديق، والتصديق هو الاقرار، والاقرار هو الأداء، والأداء هو العمل (2).
أقول: البحث عن هذا الكلام يتعلق بأمرين:
الأول: ما المراد من هذه النسبة؟
الثاني: ما المراد من هذا المنسوب؟