فضيلة العلم والحكمة. والغضبية تحصل من تعديلها فضيلة الحلم والشجاعة.
والشهوية تحصل من تعديلها فضيلة العفة.
فالحكمة حينئذ ملكة تحصل للنفس عن اعتدال حركتها تحت سلطان العقل بها يكون شوقها إلى المعارف الصحيحة تصدر عنها الأفعال المتوسطة بين أفعال الجربزة التي هي استعمال الفكر فيما لا يجب، وهي طرف الافراط.
والغباوة التي هي تعطيك قوة الفكر بالاختيار لا بالخلقة، وهي طرف التفريط.
والشجاعة التي هي فضيلة القوة السبعية الغضبية، ملكة تحصل عند اعتدال هذه القوة تحت تصرف العقل بها تصور الأفعال المتوسطة بين أفعال التهور الذي هو الإقدام على ما لا ينبغي الإقدام عليه، لحصول إمارة الهلاك أو غير ذلك، وهو طرف الافراط لهذه القوة.
والجبن الذي هو الخوف مما لا ينبغي الخوف منه وهو طرف التفريط.
والعفة: ملكة تصدر عن اعتدال حركة القوة الشهوية تحت تصرف العقل بها تكون الأفعال المتوسطة بين أفعال الشره، وهو الانهماك في اللذات، والخروج فيها إلى ما لا ينبغي، وهو طرف الافراط.
والجمود الذي هو سكون النفس عن اللذة الجملية التي يحتاج إليها لمصالح البدن مما رخصت فيه الشريعة.
وإذا حصلت هذه الفضائل الثلاث تسالمت باعتدال القوى الثلاث حدث منها ملكة رابعة هي تمام الفضائل الخلقية وهي المعبر عنها بالعدالة.
فهي إذن ملكة نفسانية تصدر عنها المساواة في الأمور الواقعة من صاحبها.
وتحت كل واحدة من هذه الفضائل فضائل أخرى، وكلها داخلة تحت العدالة كما قرر في محلة، فهي دائرة الكمال وجماع أمر الفضائل، وبها قامت السماوات