تاج العروس - الزبيدي - ج ٣ - الصفحة ٢١٩
إذا باحثتهما الإبل، ولم يكن لها عقبة من غيرهما يقال: رمثت، وغضيت، فهي رمثة وغضية. والرمث ": بقية اللبن " تبقى " في الضرع " بعد الحلب، والجمع أرماث. قاله ابن سيده.
والرمث المزية، في نوادر الأعراب: لفلان على فلان رمث ورمل، أي مزية، وكذلك: عليه فور ومهلة ونفل.
والرمث " علاقة لسقاء المخيض.
والرمث: الحلب، يقال: رمث ناقتك، أي أبق في ضرعها شيئا، والرمثة كالرمث، وقد أرمثها ورمثها.
ويقال: " رمث في الضرع ترميثا: أبقى فيه " وفي: نسخة به " شيئا، كأرمث "، قال الشاعر:
وشارك أهل الفصيل الفصي * ل في الأم وامتكها المرمث رمث " على الخمسين (1) وغيرها: " زاد " وإنما يستعملون الخمسين في هذا ونحوه؛ لأنه أوسط الأعمار، ولذلك استعملها أبو عبيد في باب الأسنان وزيادة الناس فيها (2) دون سائر العقود.
ورمثت غنمه على المائة: زادت، ورمثت الناقة على محلبها، كذلك، وفي حديث رافع بن خديج - وسئل عن كراء الأرض البيضاء بالذهب والفضة، فقال -: " لا بأس إنما نهى عن الإرماث " قال ابن الأثير: هكذا يروى، فإن كان صحيحا، فيكون من قولهم: رمثت الشيء بالشيء، إذا خلطته، أو من (3) قولهم: رمث عليه، وأرمث، إذا زاد، أو من الرمث، وهو بقية اللبن في الضرع، قال: فكأنه نهى عنه من [أجل] (4) اختلاط نصيب بعضهم ببعض، أو لزيادة يأخذها بعضهم من بعض، أو لإبقاء بعضهم على البعض (5) شيئا من الزرع.
والرمث: الحبل الخلق، وجمعه أرماث ورماث، و " حبل أرماث " أي " أرمام " كما، قالوا: ثوب أخلاق.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: " نهيتكم عن شرب ما في الرماث، والنقير " قال أبو موسى: إن كان اللفظ محفوظا، فلعله من قولهم: حبل أرماث، أي أرمام، ويكون المراد به الإناء الذي فيه قدم وعتق (6)، فصارت فيه ضراوة بما ينتبذ (7) فيه، فإن الفساد يكون إليه أسرع، وعن ابن الأعرابي: الرمث: الحبل المنتكث.
وأرض مرمثة (8): تنبت الرمث، بالكسر.
وأرمث فلان في ماله، وكذا في ضرعه: أبقى، كاسترمث.
وأرمث عليه في المنطق: أربى عليه.
وأرمث الحبل ": لين ".
ورمثت الشيء بالشيء، إذا خلطته.
ورمث أمرهم، كفرح، رمثا: " اختلط "، وعليه خرج حديث رافع ابن خديج، كما تقدم.
وبئر مرموثة: لها مقام من " رمث، محركة، أي خشب، نقله الصاغاني.
والرماثة - مشددة -: النعجة من بقر الوحش "، نقله الصاغاني.
ويقال: هم في مرموثاء " من أمرهم، أي اختلاط.
ورمثة بالكسر: اسم، قال أبو حنيفة: سمى باسم النبات.
والرميثة " بالضم ": ع " قال النابغة:
إن الرميثة مانع أرماحنا * ما كان من سحم (9) بها وصفار ورميثة اسم جماعة، منهم أسد الدين أبو عرادة رميثة بن أبي نمى بن أبي سعد الحسني، وفي ولده الإمارة بمكة.

(١) التهذيب والتكملة: على الأربعين.
(٢) اللسان: فيما.
(٣) عن النهاية: وبالأصل " ومن قولهم ".
(٤) زيادة عن النهاية واللسان.
(٥) قوله " البعض " مع دخول " أل " عليها لغة ضعيفة، قال في القاموس: " بعض كل شيء طائفة منه، ولا تدخله اللام خلافا لابن درستويه... استعملها سيبويه والأخفش في كتابيهما لقلة علمهما بهذا النحو ".
(٦) في النهاية: الذي قد تقدم وعتق.
(٧) النهاية واللسان: ينبذ.
(8) في التكملة: مرمثة ضبط قلم. وضبط اللسان فكالأصل.
(9) عن اللسان، وبالأصل " شحم ".
(٢١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 ... » »»
الفهرست