هم أسلموا للموت عمرو بن مسلم * وولوا شلالا والأسنة ترعف وكانت من الفتيان في الحرب عادة * ولم يصبروا عند القنا المتقصف (وفى هذه السنة) غزا مسلم بن سعيد الترك فورد عليه عزله من خراسان من خالد بن عبد الله وقد قطع النهر لحربهم وولاية أسد بن عبد الله عليها ذكر الخبر عن غزوة مسلم بن سعيد هذه الغزوة * ذكر علي بن محمد عن أشياخه أن مسلما غزا في هذه السنة فخطب الناس في ميدان يزيد وقال ما أخلف بعدي شيئا أهم عندي من قوم يتخلفون بعدي مخلفي الرقاب يتواثبون الجدران على نساء المجاهدين اللهم افعل بهم وافعل وقد أمرت نصرا ألا يجد متخلفا إلا قتله وما أرثى لهم من عذاب ينزله الله بهم يعنى عمرو بن مسلم وأصحابه فلما صار ببخارى أتاه كتاب من خالد بن عبد الله القسري بولايته على العراق وكتب إليه أتمم غزاتك فسار إلى فرغانة فقال أبو الضحاك الرواحي أحد بنى رواحة من بنى عبس وعداده في الأزد وكان ينظر في الحساب ليس على متخلف العام معصية فتخلف أربعة آلاف وسار مسلم بن سعيد فلما صار بفرغانة بلغه أن خاقان قد أقبل إليه وأتاه شميل أو شبيل بن عبد الرحمن المازني فقال عاينت عسكر خاقان في موضع كذا وكذا فأرسل إلى عبد الله بن أبي عبد الله الكرماني مولى بنى سليم فأمره بالاستعداد للمسير فلما أصبح ارتحل بالعسكر فسار ثلاث مراحل في يوم ثم سار من غد حتى قطع وادى السبوح فأقبل إليهم خاقان وتوافت إليه الخيل فأنزل عبد الله بن أبي عبد الله قوما من العرفاء والموالي فأغار الترك على الذين أنزلهم عبد الله ذلك الموضع فقتلوهم وأصابوا دواب لمسلم وقتل المسيب بن بشر الرياحي وقتل البراء وكان من فرسان المهلب وقتل أخو غوزك وثار الناس في وجوههم فأخرجوهم من العسكر ودفع مسلم لواءه إلى عامر بن مالك الحماني ورحل بالناس فساروا ثمانية أيام وهم مطيفون بهم فلما كانت الليلة التاسعة أراد النزول فشاور الناس فأشاروا عليه بالنزول وقالوا إذا أصبحنا وردنا الماء والماء منا غير بعيد وإنك إن نزلت المرج تفرق الناس في الثمار وانتهب عسكرك فقال لسورة بن الحر يا أبا العلاء ما ترى قال أرى ما رأى
(٣٨٢)