الناس ونزلوا قال ولم يرفع بناء في العسكر وأحرق الناس ما ثقل من الآنية والأمتعة فحرقوا قيمة ألف ألف وأصبح الناس فساروا فوردوا الماء فإذا دون النهر أهل فرغانة والشاش فقال مسلم بن سعيد اعزم على كل رجل إلا اخترط سيفه ففعلوا فصارت الدنيا كلها سيوفا فتركوا الماء وعبروا فأقام يوما ثم قطع من غد وأتبعهم ابن الخاقان قال فأرسل حميد بن عبد الله وهو على الساقة إلى مسلم قف ساعة فإن خلفي مائتي رجل من الترك حتى أقاتلهم وهو مثقل جراحة فوقف الناس فعطف على الترك فأسر أهل السغد وقائدهم وقائد الترك في سبعة وانصرف البقية ومضى حميد ورمى بنشابة في ركبته فمات وعطش الناس وقد كان عبد الرحمن بن نعيم العامري حمل عشرين قربة على إبله فلما رأى جهد الناس أخرجها فشربوا جرعا واستسقى يوم العطش مسلم بن سعيد فأتوه بإناء فأخذه جابر أو حارثة بن كثير أخو سليمان بن كثير من فيه فقال مسلم دعوه فلما نازعني شربتي إلا من حر دخله فأتوا خجندة وقد أصابتهم مجاعة وجهد فانتشر الناس فإذا فارسان يسألان عن عبد الرحمن بن نعيم فأتياه بعهده على خراسان من أسد ابن عبد الله فأقرأه عبد الرحمن مسلما فقال سمعا وطاعة قال وكان عبد الرحمن أول من اتخذ الخيام في مفازة آمل قال وكان أعظم الناس غنى يوم العطش إسحاق ابن محمد الغداني فقال حاجب الفيل لثابت قطنة وهو ثابت بن كعب نقضي الأمور وبكر غير شاهدها * بين المجاذيف والسكان مشغول ما يعرف الناس منه غير قطنته * وما سواها من الاباء مجهول وكان لعبد الرحمن بن نعيم من الولد نعيم وشديد وعبد السلام وإبراهيم والمقداد وكان أشدهم نعيم وشديد فلما عزل مسلم بن سعيد قال الخزرج التغلبي قاتلنا الترك فأحاطوا بالمسلمين حتى أيقنوا بالهلاك فنظرت إليهم وقد اصفرت وجوههم فحمل حوثرة بن يزيد بن الحر بن الحنيف بن نصر بن يزيد ابن جعونة على الترك في أربعة آلاف فقاتلهم ساعة ثم رجع وأقبل نصر بن سيار في ثلاثين فارسا فقاتلهم حتى أزالهم عن مواضعهم وحمل الناس عليهم فانهزم
(٣٨٣)