ابن الحر الأباني أبان بن دارم والبختري بن أبي درهم من بنى الحارث بن عباد فدعاهم فأنبهم فأزم القوم فلم يتكلم منهم أحد فتكلم سورة فذكر حاله وطاعته ومناصحته وأنه ليس ينبغي له أن يقبل قول عدو مبطل وأن يجمع بينهم وبين من قرفهم بالباطل فلم يقبل قوله وأمر بهم فجردوا فضرب عبد الرحمن بن نعيم فإذا رجل عظيم البطن أرسح فلما ضرب التوى وجعل سراويله يزل عن موضعه فقام رجل من أهل بيته فأخذ رداء له هرويا وقام مادا ثوبه بيده وهو ينظر إلى أسد يريد أن يأذن له فيؤزره فأومئ إليه أن افعل فدنا منه فأزره ويقال بل أزره أبو نميلة وقال له اتزر أبا زهير فإن الأمير وال مؤدب ويقال بل ضربهم في نواحي مجلسه فلما فرغ قال أين تيس بنى حمان وهو يريد ضربه وقد كان ضربه قبل فقال هذا تيس بنى حمان وهو قريب العهد بعقوبة الأمير وهو عامر بن مالك بن مسلمة ابن يزيد بن حجر بن خيسق بن حمان بن كعب بن سعد وقيل إنه حلقهم بعد الضرب ودفعهم إلى عبد ربه بن أبي صالح مولى بنى سليم وكان من الحرس وعيسى ابن أبي بريق ووجههم إلى خالد وكتب إليه انهم أرادوا الوثوب عليه فكان ابن أبي بريق كلما نبت شعر أحدهم حلقه وكان البختري بن أبي درهم يقول لوددت انه ضربني وهذا شهرا يعنى نصر بن سيار لما كان بينهما بالبروقان فأرسل بنو تميم إلى نصر إن شئتم انتزعناكم من أيديهم فكفهم نصر فلما قدم بهم على خالد لام أسدا وعنفه وقال ألا بعثت برؤوسهم فقال عرفجة التميمي فكيف وأنصار الخليفة كلهم * عناة وأعداء الخليفة تطلق بكيت ولم أملك دموعي وحق لي * ونصر شهاب الحرب في الغل موثق وقال نصر بعثت بالعتاب في غير ذنب * في كتاب تلوم أم تميم إن أكن موثقا أسيرا لديهم * في هموم وكربة وسهوم رهن قسر فما وجدت بلاء * كإسار الكرام عند اللئيم أبلغ المدعين قسرا وقسر * أهل عود القناة ذات الوصوم
(٣٩٣)