الترك قال وحوثرة هذا هو ابن أخي رقبة بن الحرقال وكان عمر بن هبيرة قال لمسلم بن سعيد حين ولاه خراسان ليكن حاجبك من صالح مواليك فإنه لسانك والمعبر عنك وحث صاحب شرطتك على الأمانة وعليك بعمال العذر قال وما عمال العذر قال مر أهل كل بلد أن يختاروا لأنفسهم فإذا اختاروا رجلا فوله فإن كان خيرا كان لك وإن كان شرا كان لهم دونك وكنت معذورا قال وكان مسلم بن سعيد كتب إلى ابن هبيرة أن يوجه إليه توبة بن أبي أسيد مولى بنى العنبر فكتب ابن هبيرة إلى عامله بالبصرة احمل إلى توبة بن أبي أسيد فحمله فقدم وكان رجلا جميلا جهيرا له سمت فلما دخل على ابن هبيرة قال ابن هبيرة مثل هذا فليول ووجه به إلى مسلم فقال له مسلم هذا خاتمي فاعمل برأيك فلم يزل معه حتى قدم أسد بن عبد الله فأراد توبة أن يشخص مع مسلم فقال له أسد أقم معي فأنا أحوج إليك من مسلم فأقام معه فأحسن إلى الناس وألان جانبه وأحسن إلى الجند وأعطاهم أرزاقهم فقال له أسد حلفهم بالطلاق ولا يتخلف أحد عن مغزاه ولا يدخل بديلا فأبى ذلك توبة فلم يحلفهم بالطلاق قال وكان الناس بعد توبة يحلفون الجند بتلك الايمان فلما قدم عاصم بن عبد الله أراد أن يحلف الناس بالطلاق فأبوا وقالوا نحلف بأيمان توبة قال فهم يعرفون ذلك يقولون أيمان توبة (وحج) بالناس في هذه السنة هشام بن عبد الملك حدثني بذلك أحمد بن ثابت عمن ذكره عن إسحاق بن عيسى عن أبي معشر وكذلك قال الواقدي وغيره لا خلاف بينهم في ذلك قال الواقدي حدثني ابن أبي الزناد عن أبيه قال كتب إلى هشام بن عبد الملك قبل أن يدخل المدينة أن اكتب لي سنن الحج فكتبتها له وتلقاه أبو الزناد قال أبو الزناد فإني يومئذ في الموكب خلفه وقد لقيه سعيد بن عبد الله بن الوليد بن عثمان بن عفان وهشام يسير فنزل له فسلم عليه ثم سار إلى جنبه فصاح هشام أبو الزناد فتقدمت فسرت إلى جنبه الاخر فأسمع سعيدا يقول يا أمير المؤمنين إن الله لم يزل ينعم على أهل بيت أمير المؤمنين وينصر خليفته المظلوم ولم يزالوا يلعنون في هذه المواطن الصالحة أبا تراب فأمير المؤمنين
(٣٨٤)