فلا حرة تبكيه لكن نوائح تبكى عليه البقع منها وجونها فقال يزيد للمفضل قدم خيلك فتقدم بها وتهايجوا فلم يكن بينهم كبير قتال حتى تفرق الناس عن عبد الرحمن وصبر وصبرت معه طائفة من أهل الحفاظ وصبر معه العبديون وحمل سعد بن نجد القردوسي على حليس الشيباني وهو إمام عبد الرحمن فطعنه حليس فأذراه عن فرسه وحماه أصحابه وكثرهم الناس فانكشفوا فأمر يزيد بالكف عن اتباعهم وأخذوا ما كان في عسكرهم وأسروا منهم أسرى فولى يزيد عطاء بن أبي السائب العسكر وأمره بضم ما كان فيه فأصابوا ثلاث عشرة امرأة فأتوا بهن يزيد فدفعهن إلى مرة بن عطاء بن أبي السائب فحملهن إلى الطبسين ثم حملهن إلى العراق وقال يزيد لسعد بن نجد من طعنك قال حليس الشيباني وأنا والله راجلا أشد منه وهو فارس قال فبلغ حليسا فقال كذب والله لأنا أشد منه فارسا وراجلا وهرب عبد الرحمن بن منذر بن بشر بن حارثة فصار إلى موسى بن عبد الله بن خازم قال فكان في الاسرى محمد بن سعد بن أبي وقاص وعمرو بن موسى بن عبيد الله بن معمر وعياش بن الأسود بن عوف الزهري والهلقام بن نعيم بن القعقاع بن معبد بن زرارة وفيروز حصين وأبو العلج مولى عبيد الله بن معمر ورجل من آل أبي عقيل وسوار بن مروان وعبد الرحمن بن طلحة بن عبد الله بن خلف وعبد الله بن فضالة الزهراني ولحق الهاشمي بالسند وأتى ابن سمرة مرو ثم انصرف يزيد إلى مرو وبعث بالأسرى إلى الحجاج مع سبرة بن نخف بن أبي صفرة وخلى عن ابن طلحة وعبد الله بن فضاله وسعى قوم بعبيد الله بن عبد الرحمن بن سمرة فأخذه يزيد فحبسه (وأما هشام) فإنه ذكر أنه حدثه القاسم بن محمد الحضرمي عن حفص بن عمر بن قبيصة عن رجل من بنى حنيفة يقال له جابر بن عمارة أن يزيد بن المهلب حبس عنده عبد الرحمن بن طلحة وآمنه وكان الطلحي قد آلى على يمين أن لا يرى يزيد بن المهلب في موقف إلا أتاه حتى يقبل يده شكرا لما أبلاه قال وقال محمد بن سعد بن أبي وقاص ليزيد أسألك بدعوة أبى لأبيك فخلى سبيله ولقول محمد بن سعد ليزيد أسألك بدعوة أبى لأبيك
(١٧٦)