حديث فيه بعض الطول (قال هشام) حدثني أبو مخنف قال حدثني هشام بن أيوب ابن عبد الرحمن بن أبي عقيل الثقفي قال بعث يزيد بن المهلب ببقية الاسرى إلى الحجاج بن يوسف بعمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر فقال أنت صاحب شرطة عبد الرحمن فقال أصلح الله الأمير كانت فتنة شملت البر والفاجر فدخلنا فيها فقد أمكنك الله منا فإن عفوت فبحلمك وفضلك وإن عاقبت عاقبت ظلمة مذنبين فقال الحجاج أما قولك إنها شملت البر والفاجر فكذبت ولكنها شملت الفجار وعوفي منها الأبرار وأما اعترافك بذنبك فعسى أن ينفعك فعزل ورجا الناس له العافية حتى قدم بالهلقام بن نعيم فقال له الحجاج أخبرني عنك ما رجوت من اتباع عبد الرحمن بن محمد أرجوت أن يكون خليفة قال نعم رجوت ذلك وطمعت أن ينزلني منزلتك من عبد الملك قال فغضب الحجاج وقال اضربوا عنقه فقتل قال ونظر إلى عمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر وقد نحى عنه فقال اضربوا عنقه وقتل بقيتهم وقد كان آمن عمرو بن أبي قرة الكندي ثم الحجري وهو شريف وله بيت قديم فقال يا عمرو كنت تقضى إلى وتحدثني أنك ترغب عن ابن الأشعث وعن الأشعث قبله ثم تبعث عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث والله ما بك عن اتباعهم رغبة ولا نعمة عين لك ولا كرامة قال وكان الحجاج حين هزم الناس بالجماجم نادى مناديه من لحق بقتيبة بن مسلم بالري فهو أمانه فلحق ناس كثير بقتيبة وكان فيمن لحق به عامر الشعبي فذكر الحجاج الشعبي يوما فقال أين هو وما فعل فقال له يزيد بن أبي مسلم بلغني أيها الأمير أنه لحق بقتيبة بن مسلم بالري قال فابعث إليه فلنؤت به فكتب الحجاج إلى قتيبة أما بعد فابعث إلى بالشعبي حين تنظر في كتابي هذا والسلام عليك فسرح إليه (قال أبو مخنف) فحدثني السرى بن إسماعيل عن الشعبي قال كنت لابن أبي مسلم صديقا فلما قدم بي على الحجاج لقيت ابن أبي مسلم فقلت أشر على قال ما أدرى ما أشير به عليك غير أن أعتذر ما استطعت من عذر وأشار بمثل ذلك على نصحائي وإخوانى فلما دخلت عليه رأيت والله غير ما رأوا لي فسلمت عليه بالامرة ثم قلت أيها الأمير إن الناس قد أمروني أن
(١٧٧)