وجدتموه إليكم سريعا ولن يدع أهل الشأم اتباعكم فأكره أن يجتمع عليكم أهل خراسان وأهل الشأم وأخاف أن لا تنالوا ما تطلبون فقالوا إنما أهل خراسان منا ونحن نرجو أن لو قد دخلناها أن يكون من يتبعنا منهم أكثر ممن يقاتلنا وهى أرض طويلة عريضة ننتحي فيها حيث شئنا ونمكث حتى يهلك الله الحجاج أو عبد الملك أو نرى من رأينا فقال لهم عبد الرحمن سيروا على اسم الله فساروا حتى بلغوا هراة فلم يشعروا بشئ حتى خرج من عسكره عبيد الله بن عبد الرحمن بن سمرة القرشي في ألقين ففارقه فأخذ طريقا سوى طريقهم فلما أصبح ابن محمد قام فيهم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإني قد شهدتكم في هذه المواطن وليس فيها مشهد إلا أصبر لكم فيه نفسي حتى لا يبقى منكم فيه أحد فلما رأيت أنكم لا تقاتلون ولا تصبرون أتيت ملجأ ومأمنا فكنت فيه فجاءتني كتبكم بأن أقبل إلينا فإنا قد اجتمعنا وأمرنا واحد لعلنا نقاتل عدونا فأتيتكم فرأيت أن أمضى إلى خراسان وزعمتم أنكم مجتمعون لي وإنكم لن تفرقوا عنى ثم هذا عبيد الله بن عبد الرحمن قد صنع ما قد رأيتم فحسبي منكم يومى هذا فاصنعوا ما بدا لكم أما أنا فمنصرف إلى صاحبي الذي أتيتكم من قبله فمن أحب منكم أن يتبعني فليتبعني ومكره ذلك فليذهب حيث أحب في عياذ من الله فتفرقت منهم طائفة ونزلت معه طائفة وبقى عظم العسكر فوثبوا إلى عبد الرحمن بن العباس لما انصرف عبد الرحمن فبايعوه ثم مضى ابن محمد إلى رتبيل ومضوا هم إلى خراسان حتى انتهوا إلى هراة فلقوا بها الرقاد الأزدي من العتيك فقتلوه وسار إليهم يزيد ابن المهلب * وأما علي بن محمد المدائني فإنه ذكر عن المفضل بن محمد أن ابن الأشعث لما انهزم من مسكن مضى إلى كابل وأن عبيد الله بن عبد الرحمن بن سمرة أتى هراة فذم ابن الأشعث وعابه بفراره وأتى عبد الرحمن بن عباس سجستان فانضم إليه فل ابن الأشعث فسار إلى خراسان في جمع يقال عشرين ألفا فنزل هراة ولقوا الرقاد بن عبيد العتكي فقتلوه وكان مع عبد الرحمن من عبد القيس عبد الرحمن بن المنذر بن الجارود فأرسل إليه يزيد بن المهلب قد كان لك في البلاد
(١٧٤)